الدكتور احمد الهباهبه – هلا نيوز
وقفة مع واقع الحال في مدارسنا التعليمية ، الي اين نحن ذاهبون ، ما هذا العنف المدرسي ، تخيل لي لوهلة باننا في شيكاغو وليس في الاردن ، الى هذه الدرجة وصلت الامور بالطلبة العنف القاتل .
حرق طالب في المدرسة.. هل دق ناقوس الخطر؟
في حادثة مروعة تهز الضمير الإنساني، قام طالبان في إحدى المدارس بحرق زميل له داخل المطبخ المدرسي أثناء الحصة الدراسية، مما يثير تساؤلات خطيرة حول وضع منظومتنا التربوية والتعليمية. هل أصبح العنف بين الطلبة يصل إلى حد محاولة القتل؟ وأين دور المدرسة والمعلمين في منع مثل هذه السلوكيات الكارثية؟
التربية قبل التعليم.. أين الخلل؟
لطالما كانت المدارس مراكز للعلم والتنشئة الاجتماعية، لكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة بسبب غياب الدور التربوي وضعف الرقابة. ما الذي يدفع طلابًا في سن صغيرة إلى ارتكاب مثل هذا الفعل الإجرامي؟ هل هو غياب القيم الأخلاقية؟ أم أن المسؤولية تقع على الأسرة والمدرسة معًا؟
أين الرقابة على المدارس؟
الواقعة تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات جوهرية حول مستوى الرقابة داخل المؤسسات التعليمية. كيف تمكن طالبان من التواجد داخل المطبخ المدرسي في وقت الدوام؟ وأين كان المعلمون أثناء غياب الطلبة عن الحصة؟ إن الإهمال الإداري وعدم فرض الانضباط داخل المدرسة قد يكونان عاملين رئيسيين في وقوع مثل هذه الحوادث.
هل وصلنا إلى مرحلة “محاولة القتل” داخل المدارس؟
إن لجوء الطلبة إلى العنف بهذه الطريقة الخطيرة يشير إلى وجود خلل عميق في منظومة القيم المجتمعية والتربوية. فقد كان من الممكن أن تؤدي هذه الواقعة إلى كارثة إنسانية، ما يجعلنا نتساءل: هل المدارس بيئة آمنة بعد الآن؟
لا يجب أن تمر مرور الكرام!
إن هذه الحادثة ليست مجرد مشاجرة بين طلاب، بل جرس إنذار يستدعي دراسة أبعادها بجدية واتخاذ إجراءات وقائية صارمة. لا بد من محاسبة كل من أهمل في أداء دوره، بدءًا من الإدارة المدرسية وصولًا إلى أولياء الأمور. كما يجب إعادة النظر في دور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المدارس وتعزيز القيم الأخلاقية في المناهج الدراسية.
إن السكوت عن مثل هذه القضايا يجعلنا عرضة لمزيد من الانحدار الأخلاقي والمجتمعي، لذا يجب أن يكون هذا الحدث نقطة تحول نحو إصلاح النظام التربوي قبل أن يفقد دوره الأساسي في بناء أجيال سوية ومسؤولة.