الدكتور احمد الهباهبه – هلا نيوز
هناك الكثير من الاشخاص الذين نصادفهم في حياتنا اليومية على اختلاف اطيافهم ، تجتمع معه في المجالس والاماكن العامة تراه حلو اللسان ، عذب الكلام ،في وجهك شخص ممتاز لبق يمدحك وفي ظهرك شخص اخر هجومي ، سليط اللسان وقح في وصفك امام الناس .
لا شكّ أنّ كثيرًا من الناس يتّخذون لأنفسهم شخصياتٍ متعددة وفقًا للموقف أو البيئة التي يوجدون فيها؛ فيبدون بمظهر الأبطال مع ذويهم، ويظهرون في هيئة رقيقة أو لطيفة مع الشريك، بينما يكونون أقل اهتمامًا أو جديّة في المدرسة، ويكونون مسالمين أو حذرين في الشارع، لكنّهم على وسائل التواصل الاجتماعي قد يتحوّلون إلى أسودٍ ضارية.
هذه التناقضات قد تعود إلى أسبابٍ متعدّدة؛ منها طبيعة الإنسان الاجتماعية التي تدفعه للتكيّف مع البيئة المحيطة به، ورغبته في إظهار جانب معيّن من شخصيته حسب السياق، أو حتى بحثه عن القبول الاجتماعي. لكنّ المشكلة تكمن حين تتحوّل هذه التعدّدية إلى نوعٍ من النفاق أو فقدان الهوية، بحيث لا يستطيع الإنسان معرفة حقيقته أو المحافظة على مبدأ ثابت في حياته.
من الجميل أن يتكيّف الإنسان مع المواقف المختلفة بأسلوبٍ مناسب، شرط ألّا يتخلّى عن قيمه الأساسية ولا يفرّط في مصداقيته. فالتكيّف الإيجابي يعني المرونة في التعامل مع الآخرين، بينما التناقض السلبي يُفقد صاحبه الاحترام والثقة. لذا، يُستحسن أن نحافظ على اتّساقنا الداخلي قدر الإمكان، وأن نُظهر للآخرين ما نحن عليه فعلًا، لا ما يودّون رؤيته فقط.