هلا نيوز – الدكتور احمد الهباهبه
فتاة تستغيث وتقول لابيها اريد ان اتزوج لا اريد ان اصبح عانس ، هكذا استهلت الفتاة التي قاربت على الانتهاء من العقد الثالث والدخول بمرحلة حياة ما بعد عمر الثلاثون تطلب من اباها وكلها خجل ، وتوجه كلامها لابيها يا ابي لقد انهيت من العمر الثلاثون عاما وانا ما زلت وحيدة لا ولد ولا تلد وبعد عمراً طويل سوف اكون لوحدي اذا لم اتزوج ويكون لدي عائلة، لقد دخلت مرحلة اليأس والاكتئاب ، حضر العديد من الخطاب لطلب يدي وللاسف لم توافق على اي واحد منهم لانك كنت تطلب من كل واحد منهم مطالب خيالية لتصعب الامر عليهم ، مثل ان تطلب مهر خيالي ، ذهب بقيمة عشرة الاف دينار ، متقدم خمسة الاف ، متاخر عشرون الف دينار ، كل هذه المطالب كانت تبعدهم عني لانك لا تريد منى ان اتزوج لانني البقرة الحلوب التي تساعد في دخل الاسرة كون راتبي في العلالي ، ورغم ان الذين تقدموا لي هم من خيرة الناس صاحب مهنة وصنعة ، محامي ، مهندس ، دكتور ، رجل اعمال ، لقد كنت تبعدهم عنى من الجشع الذي بدمك ، وانت تعرف كم انا جميلة ، وصاحبة شهادة ، واعمل في مجال دراستي وراتب خيالي ، انني استحلفك بالله ان تجعلني افرح واكون عائلة وبارك لي واجعلني ارتبط بانسان يحبني واحبه على سنةُ الله ورسول .
هذه المعاناة والالم لم تخرج هكذا وسهولة ، لقد خرجت بعد معاناة شديدة ،انه مشهد يتكرر مع العديد من الفتيات بسبب تزمت الاهل .
مشهد يحمل في طياته ألمًا وجرحًا عميقًا لفتاة تبحث عن حقها الطبيعي في بناء حياة أسرية، حيث تتوجه بنداء صادق ومؤثر إلى والدها، مستغيثة به لفك القيود التي قيدتها بسبب طمعه المادي وقراراته التي دفعت بها نحو الوحدة واليأس.
الوالد العزيز خذ لك هذه النصيحة مجاناً
ابنتك ليست سلعة تُقاس قيمتها بالمهر والذهب. إنها إنسان يحمل مشاعر وأحلامًا وأمانٍ. الحياة لا تُقاس بالماديات، والزواج شراكة مبنية على التفاهم والحب، وليس على حسابات مالية تعيق بناء الأسرة.
ابنتك تناشدك من القلب: دعها تعيش فرحتها، دعها تختار شريكًا يقدرها ويحبها. المال يُفنى، لكن الذكريات السعيدة والأسرة المتماسكة هي التي تبقى.
إلى الفتاة المحترمة الاصيلة المحافظة على نفسها
لا تخجلي من مطالبك. إن رغبتك في الزواج وتكوين عائلة هي حقك المشروع. كوني قوية وأصري على إيصال رسالتك لوالدك بحب واحترام، لكن بحزم. الحياة مليئة بالفرص، ومن حقك أن تعيشيها بكل جوانبها.
اللهم اجعل لها من أمرها يسرًا، واملأ قلب والدها باللين والرحمة ليقف بجانبها ويساعدها على تحقيق ما تصبو إليه من خير.