فارس الحباشنة
حركة المقاومة الاسلامية «حماس» اصدرت بيانا بعنوان هذه روايتنا، ولماذا طوفان الاقصى ؟.
و جاء البيان بعد دخول حرب غزة يومها الـ 108. والبيان حمل اشارات سياسية عميقة، وعبر عن موقف الحركة من تطورات الحرب والصراع في اطار سياسي وطني وفكري وايدولوجي، وانساني.
و اللافت، ان الحركة في بيانها تطرح القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل من زوايا وابعاد وطنية، وفي مفاهيم ومبادئ وطنية لتحقيق الحرية والاستقلال ومناهضة الاحتلال، وبدأ ان منسوب الخطاب الديني منخفض، وكما لو ان الحركة توجه الرسالة الى شعوب العالم.
و في ادبيات المقاومة بدا جليا ان المقاوم الفلسطيني لا يحارب من اجل حور العين وانهار الخمر في الجنة، انما من اجل تحرر وطنه وارضه.. انها حرب مقدسة وطنيا. و حماس في البيان قدمت أدلة وبراهين تاريخية على بطلان وكذب الرواية الاسرائيلية، وان فلسطين عربية ومحتلة، وان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو مشروع تصفية وابادة، وقضم لحقوق تاريخية ووطنية في فلسطين المحتلة.
و من يبدأ الحرب اسرائيل ام المقاومة؟ في البيان اجابت الحركة عن سؤال لطالما وظفته اسرائيل في حربها الدعائية ضد المقاومة امام الرأي العام العالمي، واتهامها في صناعة واختلاق الحروب، وان اسرائيل في موضع دفاع عن النفس، وفي حرب غزة الجارية، سقطت نظرية الدفاع عن النفس الاسرائيلية وتعرت امام الرأي العالمي.
و في 5 حروب مدمرة مع اسرائيل كانت هي صاحبة البداية.. وبين عامي 2000 و2023 قتلت اسرائيل 12 الف فلسطيني، وذلك قبل طوفان غزة. و في بيان الحركة استشهدت بمنظمات غربية ترى ان اسرائيل دولة فوق القانون والمساءلة. و في البيان ذكرت الحركة ان عملية طوفان الاقصى ضرورية للرد على ما يحاك ضد القضية الفلسطينية من مخططات اسرائيلية، وانها استجابة موضوعية لتطورات الصراع.
و تقول الحركة انها استهدفت مواقع عسكرية اسرائيلية، وعمليات اسر الجنود الاسرائيليين تهدف لاطلاق سراح الالاف من الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن صفقات التبادل.
و حمل البيان تذكيرا هاما في اخلاقيات الحركة، وفي تجنب استهداف المدنيين، وذلك في اطار التزام اخلاقي وديني، وان قتل المدنيين هو عمل غير مقصود من قبل المقاومة.
و استشهد البيان في موقف « موندوفيس « الامريكي الصديق، وهو موقع اخباري مناصر لشعب فلسطين ودعا الى اجراء تحقيق في كل الجرائم التي اقترفت في فلسطين المحتلة.
صراعنا مع المشروع الصهيوني ليس دينيا، وتقول الحركة في البيان : ليس صراعنا ضد اليهود بسبب ديانتهم، ولا نخوض صراعا ضد اليهود كونهم يهودا. و في البيان الحركة تجنبت الدخول في صراع مع الانظمة العربية. ووقفت الحركة بمسافة واحدة بعيدة من الانظمة الرسمية العربية. و هذ الموقف يسجل لحركة حماس. وفي تاريخ القضية الفلسطينية عرف عن الفصائل الفلسطينية تورطها بالتدخل في الشؤون الداخلية العربية.
و من فتح الى الجبهة الشعبية، وابو نضال وابو جهاد وابو الجماجم، وما سلم وافلت نظم عربي من تدخلهم، استغلال وتوظيف القضية الفلسطينية، كورقة ابتزاز للانظمة والشعوب العربية.
و تدخل الفصائل الفلسطينية في شؤون الدول العربية ادى الى نشوب فتن وحروب اهلية، والشاهد تاريخيا حربا ايلول في الاردن والحرب الاهلية في لبنان. و كما ان الفصائل الفلسطينية وقفت وانحازت في دوامة ثنائيات الخلافات العربية البينية، ووقفت في صراعات ومعارك العرب : مع وضد.. مع العراق ضد سورية، ومع لبيبا ضد مصر، وغيرها من حروب وصراعات داحس والغبراء العربية. و لحماس موقف يتيم، وكان في ازمة سورية، واذا ان بعض قياداتها في الخارج الفلسطيني اعلنوا دعم المعارضة المسحلة السورية، وعلى اثر ذلك طردوا من سورية. و من بعد خضع موقف حماس من أزمة سورية الى مراجعات تقويمية، ولعب الشهيد صالح العاروري دورا في اعادة حماس الى دمشق واحضان المقاومة العربية.