على الذين يضعون الاستراتيجيات في “الغرب الظالم” وفي “الشرق النائم” ألّا ينسوا أو يتناسوا أن الذين يقاتلون الآن في غزّة والضفة الغربية من الفلسطينيين هم أبناء الانتفاضة الثانية.. إمّا ولدوا قبلها بقليل.. أو .. فيها.. ! لذا؛ فأنهم تربّوا على فقدان الأب والأخ والأم وكلّ ذي رحم بين أسير أو جريح ..!
ترون هذا العنفوان من المقاومة وهذا الصمود والذهاب إلى آخر الشوط في استقبال الموت لأنهم معبّأون تمامًا بعقيدة الانتقام ودحر المحتلّ والفخر بما يفعلون وفي الختام اليقين بالوصول إلى الجنّة الالهيّة.
فعشرات الآلاف من الشهداء الآن وأضعافهم من الجرحى بهذه الحرب المجنونة ستنشئ جيلًا لا يعرف إلّا أمرين: العدل أو الحرب..! أي تعطونا حقوقنا كاملة غير منقوصة أو فالحرب بيننا وبينكم..!
الجيل الذي سينشأ بعد قليل من الصعب إقناعه بكلّ هذربات السلام وبكلّ زخرفات القبول بالعيش المشترك وبكل انزياحات تجّار الفضيلة الكاذبة.. لآنهم سيعيشون واقعًا ويلمسونه بأنفسهم وستسقط معها كل نظريات التغيير والخطط التي تحتوي على الاحتواء والترقيع..!
لو ترون أبناءنا الصغار الآن.. البعيدين عن لهيب الحرب وكيف يتمسّكون بفلسطين ويؤدّون واجباتهم التي يستطيعون عليها من مقاطعة لكل ما يدعم إسرائيل لأدركتم أي جيل قادم إليكم بعد قليل..!
المقاومة تراكمية.. ولا تملك عصا موسى ولكن فعلها في الوجدان وما بعد الوجدان سترون تأثيراته على الكون كلّه..!
شكرًا طوفان الأقصى.. فقد سريت بنا من الحرام الذي نعيش فيه إلى الأقصى وفي وضح النهار..!
&&&&
كامل النصيرات