* شادي عيسى الرزوق
بَمناسبَة اليوم العالمي للطفل والذي يصادف في ٢٠ /١١.
عندما أستذكر تلك القصة التي تروى عن ذلك الطفل الذي تمنى أن تكون دميته روحا ، ليلعب معها لأنه كان وحيدا ، وصار ما تمناه وأحس هذا الطفل ان الدنيا لا تسعه من الفرح والسرور ، وكبر الطفل وبقيت الدمية على حالها ، فصار الطفل مراهقا فتغيرت أماله وأمانيه ، وصار يبحث عن الصديق والصديقه ونسي اللعبه التي كانت في ذلك اليوم عالمه وصديقه الذي تمناه . ولكن ، ثارت اللعبه على هذا الأمر فقررت أن تهجر الصديق الغائب في احلام جديده الى بيت أخر فيه طفلاً جديدا يلعب معها ولكن توالت نفس القصه مرة تلو المرة !
تتغير حاجاتنا وأحلامنا بحسب الفترة العمرية التي نعيش فيها محاولين بكل جهد أن نشبعها بشتى الطرق ألى أ ن نفارق الحياه ،فدورة الحياة تبدأ بالطفوله منذ الولادة ونكبر بها في أحساسنا وأحلامنا فالطفل فينا هو الحقيقة في النقاء والصفاء والمحبة بدون مقابل ، لارياء ،لا مصالح ، مرحلة الخيال الخصب ، فالذي يصمم السيارات في اليابان وخاصة تويوتا ، وغيرها هم اطفالهم برسومات لا أروع ولا أجمل من اي مصمم كبير ؟
وأطفالنا نحن هم في مهب الريح كالريشه القادمه من غرب لا يصدر الا ما نستهلك لهم ، فما عدت ارى الاطفال يلعبون كما كنا نلعب نحن ، ولا يضحكون من قلوبهم بل اصبحوا أدوات تنفيسيه لمللنا نحن وعجزنا وخاصة المالي والنفسي ، الأطفال هم بناة المستقبل وكيف نرى المستقبل ونحن نكبت الطفل في حلمه ورأيه وتعبيره عن نفسه ؟ لأننا استسهلنا ان لا نجالس اطفالنا ونلعب معهم ونعرف بما يفكرون وما يريدون بل اصبحوا جزءا من مرض نقلناه نحن لهم وهو الجلوس على الخدمات الالكترونية وشجعناهم عليه لساعات طويله ففقد روح التواصل الحقيقي وصارت عوالمه افتراضيه !
ويا للأسف ، اصبح الطفل لدينا اسيرا لما يلقى به على التيك توك واليوتيب والالعاب وحتى دراسته صارت عن بعد ولكم ولنا القرار إلى اين نذهب بالطفولة في اطفالنا.
* ماجيستير إدارة الاعمال والتسويق الدولي