أختنق كل يوم أكثر من مرّة بهذا السؤال.. والذي يوجّهه لي لا يدري أن “أبو وطن” يبحث عن رجل عليم حكيم يجيبه عن ذات السؤال ليروي بعض عطشه..!
أنا لا أناقش أساسيّات الأشياء: فالمقاومة حقّ والاحتلال باطل.. وما تقوم به المقاومة الآن واجب والتوقف عنه تخاذل.. ولكنني أناقش “كيف شايفها؟” وأنا شايفها “تروح وتيجي” و”تعلو وتهبط”، يأتيك الأمل بأن غدًا سنعلن الانتصار الكبير ثم يأتيك فجأة الإحباط وتحدثك نفسك بأن الواقع غير؛ وأن الحرب لن تنتهي إلّا بما أراد “نيتنياهو” وعصابة الزومبي التي يقودها والتي لا تشبع حتى من كلّ الدماء..!
شايفها تُعكِّر الصفو وتكدِّر الخاطر رغم ضربات المقاومة التي تبعث الأمل وتجعله ينتصب مع كل فيديو من جديد .. المعركة أكبر من أي حساب.. وامتداداتها ستغطّي عقودًا قادمة.. لذا؛ هذه الحرب بالذات يصعب معها “الشوف” الذي يدخل في يقين علم الغيب..!
شايفها أبو وطن.. حربًا تنام في فراشه؛ وتحلم معه وفيه ؛ وتركله للظلماء.. والظلماء لديها أقمار مضيئة تظهر فجأة وتختفي فجأة.. والحرب هنا ليست سجالًا بل قدر واحد سينتهي بنهاية المطاف بانتهاء الدولة اللقيطة غريبة الوجه واليد واللسان والقلب والدين.. ولا يمكن لها أن تعيش في محيطنا ولا يمكن أن نستسلم لها ولو أقمنا معها ألف صلح ومعاهدة.. فالتاريخ لا يكذب والأجدى من التاريخ هي غريزة الانسان التي ترفض كل ما جرى ويجري وستلفظها وقت الحقيقة إلى خارج محيطنا..!
شايفها أبو وطن : النصر صبر ساعة.. والساعة لمّا تنتهِ بعد ولو كانت سنين خدّاعات.. وستنتهي وتنتهي ..
&&&&
كامل النصيرات