امضي شهر رمضان وحيدا عاجزا مثقلا بالأمراض التي تحد كثيرا من حركتي،
اتفقد هاتفي لعله قد استقبل مكالمة ولم احس بها فلا اجد من ذلك شيئا.
خلفت ثلاثة شباب وأختهم خلفوا اربعة عشر حفيدا معظمهم في الجامعات
اغلب هؤلاء الأحفاد قضى معظم طفولته على اكتافي متجولا مابين ديزني لاند باريس ولندن وميلانو.
افنيت شبابي في تدليل آبائهم وامهاتهم.
نجتمع على الطعام خمسة عشر فردا بل وأكثر
وفجأة تختفي الضوضاء والأطفال وآباءهم وأرى نفسي صديقا مخلصا لصديقين النوم والنوافذ
وأقسم بالله اصبحت النافذة اعز علي من أولادي كلهم.
تجري زوجتي بعض المكالمات مع صديقاتها المغتربات سواء في امريكا او الخليج وبسبب كوني فضوليا اتلصص على مكالماتها فأرى ان مكالمة الأهل والسؤال عن احتياجاتهم ضمن البرنامج اليومي
تصوروا ان في امريكا وتركيا والخليج مكاتب تسجل طلب الطعام في هذه البلاد وتتقاضى ثمنه وترسل الطعام من دمشق الى اهل الصديقة الموجودة في امريكا
مقارنة:
لي ولد في كندا وهو الأصغر(عمره اربعون عاما )يكلمني بمعدل مكالمة في الشهر لم يبارك لي في رمضان حتى الآن وطبعا خلال عشرة سنوات غياب ومع قلة مكالماته لم يسألني يوما بجدية إن كنت بحاجة لشيئ(جوز جرابات مثلا )وفي نهاية المكالمة يقول لك(ارضى علي )وكأن الرضا كمية من البونبون اضعها في جيبي اخرج منها متى طلب مني
وأما الآخر في استانبول فيحتاج عشرة ايام حتى يكلمني بهاتف مقتضب ينتهي بجملة سريعة ومتصلة(عاوز شي بابا خاطرك ) عفوا نسيت ان أقول زارني بعد غياب عشر سنوات حاملا معه اربعة علب سجاير هدية
وأما الكبير فيهم فيكتفي بالسلام علي فقط السلام لا اكثر عن طريق رسائل الماسنجر المكتوبة وليست الصوتية
وأخيرا كلهم يطلبون الرضا واتساءل انا الرضا على ماذا ؟
كل أولادي كانوا شهودا على معاملتي لأمي وأبي رحمهما الله وأقسم انهما طلبا مني ذات مرة التوقف عن تقديم الهدايا ولم أكن ارضى ان تدخل بيتي فاكهة او اي نوع من الطعام الغير عادي قبل ان يدخل بيتهما قبلي بيوم على الأقل
وأقسم بالله انني سألت ابي مرة وكان يجلس بجانبي في السياره سألته ان يرضى علي فدمعت عيناه وقال لي وهل انت بحاجة إلى رضا؟
وحيدا قبيل المغرب اجلس بقرب النافذة وانتظر المغرب سكون وسكون وافكار سوداء وأتساءل اين اولئك الذين افنيت كل شبابي ومعظم كهولتي في تدليلهم وتدليل نسائهم وأولادهم ؟ اين هم ؟
ويقولون لك في نهاية المكالمة الموسمية : ارض علينا وهنا اتساءل هل إذا رضيت انا سيرضى الخالق ؟
صياما مقبولًا وإفطارًا هنيئًا