د. أحمد الهباهبه
بين فترة وأخرى تثار “قضية” جديدة تهدف لضرب الثقة بين أصحاب مكاتب استقدام العاملات وبين العميل، وهذا الأمر قد أشرت له سابقًا، كونه يؤدي الى تبعات سلبية تؤثر على قطاع المكاتب العاملة في هذا المجال وبالتالي هو جزء من الإقتصاد الأردني.
ومن هذه القضايا المثارة، التشكيك بصحة الفحص الطبي للمستقدمات، حيث يدعي البعض أن العاملات لا يحصلن على فحص طبي دقيق، ولكن للتنويه فإن العاملة وهي في بلدها الأصلي تخضع لفحص طبي دقيق وهذا شرط أساسي لشروط سفرها، ويتم إخراج نتائج الفحص الطبي بشكل إلكتروني، بمعنى أن لا مجال للتلاعب أو التعديل أو التغيير في النتيجة، ومن ثم وبعد خروجها من بلدها وقدومها للأردن يصار الى إجراء فحص طبي آخر، والأردن حريصة كل الحرص على دقة الفحوصات الطبية حرصا على سلامة المواطن بالدرجة الأولى .
وعلى سبيل المثال في العام 2023، تم عمل فحص طبي لـ21 ألف عاملة، وإرجاع 287 عاملة يحملن أمراضًا متنوعة أو بسبب الحمل الى بلدانهن الأصلية وهذا يدل على شفافية الفحص الطبي ودقة الفحوصات في وزارة الصحة الأردنية.
ويعتبر هذا الفحص شرطا ، تطلبه وزارة العمل لاستخراج تصريح للعاملة، بالإضافة لوثائق أخرى، بحيث تؤكد وثيقة الفحص الصادرة عن مركز صحي تابع للوزارة، خضوع العاملة للفحص، يبين خلوها من الأمراض السارية والمعدية والحمل، إذن فالفحص الطبي دقيق 100 %، لكنه لا يستبعد ظهور حالات مرضية لاحقا.
ففي الغالب هناك أمراض لا تظهر، الا بعد مرور الشهور الثلاثة الأولى، وهي الفترة التي يحق لصاحب العمل إرجاع العاملة فيها، فضلا عن اقتصار حقه باعادتها في حال كانت مصابة بمرض معد أو أنها حامل، على الرغم من أن أمراضا اخرى، كالسكري والضغط والامراض النفسية، تعتبر عائقا امام اتمام العاملة للاعمال المنزلية على اكمل وجه.
وهناك امراضا لا يمكن لـ”ادق فحص” إظهارها، حتى أن الامراض المعدية كالسل، قد لا تظهر عند وصول العاملة، وقد تظهر لاحقا.
وفي هذه الحالة يمكن أن يتوصل لحل يرضي صاحب المنزل، يتمثل بتسفير العاملة واحضار بديل لها.
ان قطاع أصحاب مكاتب العاملين في المنازل كغيره من القطاعات معرض لورود الخطأ والصواب ، ولكن ما نراه هو وجود جهات معينة آخذة على عاتقها محاربة هذا القطاع والتصييد بالماء العكر، وفي النهاية صاحب المكتب ليس له هدف من تقديم خدمات سيئة أو احضار عاملة لا سمح الله تحمل مرضا معديا لأنه يبحث عن الاستمرار في التعامل بينه وبين العميل ملتقي الخدمة..