أحاول أن أفهم هذا التماهي العجيب بين أمريكا و “إسرائيل” .. ! لماذا هذا الدعم اللامحدود وكأن إسرائيل اللقيطة هي وصية من وصايا إله أمريكا وعليها ألّا تفرّط بتلك الوصية..!
سأضع جانبًا كل ما قيل من سياسة وغير سياسة من “ترباية إسرائيل” الأوروبية.. وبأن إسرائيل دولة وظيفيّة بالنسبة لأميركا.. وبأن التفوّق “الأبيض” هو سبب هذا التماهي.. وبأن الصهيونية هي مرجع الأمر ومصبّه.. وبأن الاستراتيجية أن يبقى في خاصرة العرب من يضربهم على رأسهم كلّما فكّروا بالقيام والنهوض.. وبأن اللوبي الصهيوني جاهز للتدخل.. وبأن وبأن.. سأترك كل هذا وأكثر ..
الحقيقة التي أراها ماثلة أمامي.. وهي وجهة نظر قابلة للتراجع والتطوير والتطويل.. وطبعًا أنا لا آتي بجديد حين أقول أن هناك عناصر تشابه كبيرة ومتينة:
أولًا: الدولتان بلا تاريخ حضاري حقيقي وهذا يشكّل عقد نقص حقيقية لديهما.
ثانيًا: تشكّلت وتأسست أمريكا من الفارين من وجه العدالة ومن العصابات ومن الانعزالين الذين رفضهم المجتمع وكلّ من لديه عقيدة شريرة. جاءوا من كل الأمم لأرض ليست لهم.. وكذلك إسرائيل اللقيطة.. دولة عصابات منذ تكوينها جاءوا من كل أصقاع الأرض وتوحّدوا ليصبحوا دولة على أرض ليست لهم..!
ثالثًا: لكي تصبح أمريكا دولة بمؤسسات كان لا بدّ لها أن تقضي على السكّان الأصليين وتجتثّهم وهم الهنود الحُمر وقتلت منهم الملايين.. وكذلك تريد أن تفعل إسرائيل اللقيطة منذ اغتصبت فلسطين سنة 1948.. وهي تقتل بلا هوادة إلى مشاهد غزّة والضفة الأخيرة..!
غير أن الدولتين القائمتين على دماء السكان الأصليين لا تقرآن التاريخ رغم تقدمهما بكافة العلوم: أن الفلسطينيين ليسوا هنودًا حمرًا.. وأن الزمن غير الزمن.. وأن الاندحار لهما قدرٌ لا بدّ منه.. وأن في نهاية المطاف ستكون هناك فلسطين التاريخية بلا إسرائيل وبلا أمريكا.. والجيل الجديد شرب الدرس وبدأ بالتنفيذ..
&&&&
كامل النصيرات