كتب ماجد القرعان
قد يسستغرب البعض ما سأقوله حيال صناعة أدوات الإرهاب في العالم التي اساسها العنصر البشري وهي حقيقة راسخة في ذهني منذ اليوم الأول لبروز الدواعش الذين اشغلوا العالم أجمع .
هنالك فرق كبير بين الأرهاب الذي يستهدف زعزعة أمن المجتمعات والتغول على الناس تحت مختلف الذرائع ومنها الأديان وبين المقاومة التي تستهدف طرد المستعمريين كما هو الأمر حاليا بالنسبة لفلسطين التي تم وبتخطيط ممنهج دولي اغتصابها من أهلها قبل نحو 75 عاما وزراعة هذا الكيان الصهيوني الذين لا تقل بشاعتهم عن مختلف انواع الدواعش والمنظمات الإرهابية التي عمت العديد من دول العالم
وفي السياق ليس من الإنصاف على سبيل المثال ان نعتبر الفيتناميين الذين كافحوا وضحوا من أجل طرد المحتل الأمريكي من بلادهم بعد ان كبدوهم أكثر من 56 الف قتيل وجعلوا ارضهم مقبرة لهم بأنهم ارهابيين وكذلك الأمر بالنسبة لكافة الدول التي تحررت بقوة المقاومة الوطنية ونذكر على سبيل المثال دولة المليون شهيد ” الجزائر” لكي تتحرر من براثن الإستعمار الفرنسي وجنوب افريقيا لتتحرر من الإستعمار البريطاني وليبيا من الإستعمار الإيطالي والكثير غيرها في ارجاء المعمورة .
في العصر الحديث اختلفت أدوات الإستعمار للسيطرة على ثروات الدول وارادة شعوبها وأبرز هذه الأدوات اثارة القلاقل والفتن في المناطق المستهدفة ولا استبعد وجود تفاهمات تحت الطاولة بين الدول لتوزيع المغانم والمكتسبات ولكل منها حصتها بحسب دورها ومكانتها وللدلالة هنا ( ايران وبرنامجها النووي ) الذي هو بمثابة الشماعة منذ نحو 45 عاما عندما جرى تنصيب اية الله الخميني زعيما لها والعصى التي يتم التلويح بها لإخافة دول الإقليم من البعبع الأيراني كي تبقى ضمن دائرة الخوف والقلق ما يدفعها الى عقد تحالفات مع احدى الدول الشريكة لتوفير الحماية وبالتالي يكون ذلك مدخلا جيدا للتحكم في مصيرها واستغلال ثرواتها والقصص كثيرة هنا من هذا الواقع المؤلم
وفي أمر الأرهاب لا استبعد بل أجزم ان أيدي خفية ابطالها من مجموعة الدول المتنفعة والتي تعمل بمؤسسية وتضع الخطط القصيرة والمتوسطة وطويلة الأمد لتحقيق ما تسعى اليه من مكتبسات ومنافع لتبقى محكمة سيطرتها على ارادة شعوبها واستغلالها لثرواتها انها وراء صناعة الدواعش وان اختلفت جيناتهم وسيمهم وكلما شعرت بحاجتهم يتم تحريكهم كما حجارة الشطرنج ولنا ما يجري في غزة خير مثال على دواعش العصر الحالي الصهاينة .
شخصيا لم اتفاجأ بما جرى يوم السابع من اكتوبر المنصرم حين انطلقت المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى والذي هو تصرف طبيعي لشعب مقهور يعاني الأمرين لأكثر من سبعة عقود جراء تجاهل المجتمع الدولي لحقه في اقامة دولته المستقلة على أرضه التاريخية وهو الأمر الدائم التنبيه له جلالة الملك عبد الله على كافة الأصعدة وفي جميع المحافل الدولية بعدم السكوت على قضية الشعب الفلسطيني وأنه لا بد من حلها على اسس عادلة لتنعم كافة شعوب المنطقة بالأمن والسلام .
الملفت والمؤسف في آن واحد ان الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي اشبعتنا اداراتها بدفاعها عن حقوق الأنسان وغيرها من المبادىء السامية أنها وبدلا من اخذ اتجاه حل القضية كشفت بتعاملها مع الحرب المستعرة في غزة عن حقيقة سياساتها واهدافها حيث يُمثل لها الكيان الغاصب ( الإبن المدلل ) الذي يجب حمايته والمحافظة على وجوده حتى وان كان ذلك على حساب القيم الإنسانية ورأينا كيف توافد قادتها زرافات على الكيان مؤكدين دعمهم العسكري غير المحدود لا بل ان زعيم الولايات المتحدة بايدن تباهى وعلى مسمع العالم بتبنيه رواية الكيان في مبررات حربه على غزة وتفاخر بأنه صهيوني قبل ان يكون أمريكي حين قال ” لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، وأنا صهيوني”
وزاد أكثر خلال زيارته التضامنية للكيان وقال ” لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها ” فمن يعتبر ؟
وعودة على بدء بالنسبة لصناعة الدواعش فهو مرتبط بصناعة الأسلحة والذين يعتبرون ركنا رئيسيا لتنشيط تجارة القتل والتدمير حيث تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية وتليها بريطانيا قائمة ابرز الدول المصنعة للاسلحة وبالتالي فان الحروب ستنشط هذه التجارة وقد رأينا كيف سارعت الدولتين ودول حليفه لها الى ارسال بوارجها وسفنها مدججة بجنودها الى المنطقة بذريعة حماية العالم من الإرهاب .
المشكلة لا تتوقف عند مئات الآف ضحايا هذه الحرب من قتل وتشريد وتهجير ومأسي انسانية وانشغال عالمي وتضعضع اقتصاديات الكثير من الدول بل من يتحمل في النهاية كلفة هذه الحرب ؟ .
لاحظوا ما تشهده مئات المدن في العالم وبخاصة في الدول الداعمة لهذه الحرب البربرية من مظاهرات بعشرات الملايين وكيف ان قادتهم قد أداروا ظهورهم لرغابات شعوبهم الذي يطالبون بوقف الحرب وحماية المدنيين وتراهم يتحدثون عن القيم والأخلاق … هزلت .
ما يجري في غزة مؤامرة عالمية يقوم على تنفيذها ” الدواعش الصهاينة ” وهي بالتأكيد لا تستهدف الفلسطينيين فحسب بل يأتي ذلك ضمن مخطط مرسوم يستهدف الأمة العربية مكانة وثروات ومستقبل لكن دوام الحال يبقى من المحال .. فمن يتعظ ؟