كل الوطن العربي شعبيًّا يريد من “حسن نصر الله” أن يعلن دخول الحرب عصر يوم الجمعة.. أقول شعبيًّا ولا أتكلّم عن النُّخب وأصحاب التحاليل والمتضررين .. أينما ذهبت ويمّمت وجهك والسؤال واحد لا غير: هل سيدخل حزب الله الحرب بشكل فعلي ويفتح جبهة الشمال ويفعل الأفاعيل؟.
الذين تعوّدوا على خطابات نصر الله من مريديه ومحبّيه يحبّون فيه صراحته ووضوحه؛ لذا لن يقبلوا يوم الجمعة عصرًا بأقل من إعلان الحرب بشكل واضح.. لن يقبلوا الكلام السياسي.. لن يهتموا بشرح التفاصيل.. لن يقفوا عند الأولويّات والاستراتيجيات.. سيتأفّفون وهو يتكلّم عن التاريخ.. سيظلّون في حالة ترقّب وعلى أعصابهم وهو يقول الجملة تلو الأخرى حتى يصل إلى الجملة المطلوبة: ندخل الحرب الآن وبلا قواعد اشتباك..!
إذا لم يعلنها حسن نصر الله كما يتمنّاها المريدون والمحبّون والمصفّقون والكثيرون من المتمنّين؛ سترتدّ عليه لعناتٍ ومسبّاتٍ وشتائمَ و نكاتٍ وسخرياتٍ وتشكيكاتٍ ويعتبرونه بيّاع كلام وأن قراره ليس بيده..!
الجمعة عصرًا.. إمّا حربٌ إقليميّة ستتوسّع أو أهل غزّة سيعاودون الصراخ على كل الشاشات والإذاعات والسوشيال ميديا: يا وحدنا يا وحدنا يا وحدنا..! وتبقى حرب غزّة محدودة لا يموت فيها إلّا أبناؤها وشجرها وحجرها ويبقى مقاوموها فوق الأرض وتحت الأرض يغرفون من الحِمم ما استطاعوا ليدزّوا عنهم خطر النهاية..!
الجمعة عصرًا ليس ببعيد.. لكن الدقائق والساعات تمشي أبطأ من مشلولٍ.. فإصبع حسن نصر الله الذي تمّ الترويج له هذه الأيّام وهو يضغط به؛ نجح في صناعة الترقّب ولكن لحظة الحقيقة ستأتي عصر الجمعة.. لنعلم مع العالم مدلولات هذا الإصبع وهل يستحقّ كل هذا الانتظار أم لا..؟
الحياة بعد عصر الجمعة سيكون لها طعم آخر..
&&&&
كامل النصيرات