المحللون السياسيون الآن يكذبون.. فلا معلومات لديهم عمّا يجري في غزّة.. وما قيمة أعظم تحليل بلا أدنى معلومة؟! كل الذين ترونهم على الشاشات إمّا يتحدّثون بما يتمنّون أو يستعرضون علينا بجمل إنشائية توحي لنا بأنهم “الراسخون في العلم” أو أنهم يريدون الغياب عن المشهد لأنّ الحرب بعض زادهم وزوّادهم..!
الحرب في غزّة وعليها صندوق مقفل لا يستطيع أحدٌ أن يغرف منه إلّا بحجم ما يصلنا من صور حقيقيّة؛ وللأسف الصور الحقيقيّة لا تغطّي بعض ما يحدث من هناك..!
وبالإضافة إلى الغارات والقتل والمقاومة والصدّ والردّ؛ فإن حرب الإشاعات أكبر من الحرب الحقيقيّة.. والذين يعتقدون أنّ المقاومة تلعب “بلايستيشن” وعليها أن تفجّر كل الدبابات وكل الأرتال وتُسقط كل الطائرات وأن عليها ألّا تموت أو تُجرح؛ فعليه أن يستفيق من غفوته ومعطياته الهبلة..!
هذه حرب عصابات وحرب شوارع وحرب مقاومة.. من شروطها أن يتقدّم العدوّ ويتوسّع ويحتل لكي يستطيع المقاوم بخفّة الشبح أن يضربه ويخرّب عليه ويربكه ولا يجعله يستقرّ؛ ويجعله في حالة التفات دائم ..! ليست حربًا بين جيشين نظاميين والحمد لله أن المقاومة ليس لديها دبابات وآليات ثقيلة وإلّا لرأيناها مكومّة ومعطوبة ففي حرب العصابات الأسلحة الثقيلة تعيق الحركة وتسبب الانكسار والهزيمة..!
كلّما توغّل جيش الدولة اللقيطة أكثر كلّما اقترب من الموت أكثر.. وكلّما كان بعيدًا عن الضرب ويحمي نفسه بالابتعاد فإن عمل المقاومة يكون أصعب وأعقد.. فالاستدراج هنا ضرورة وإلّا كيف سنهجم عليه ونصنع له الكمائن..؟ لستُ عسكريّا ولكن هكذا أفهم الأمر..
نعم؛ الصور التي تأتي هي موتنا وقتل المدنيين وقصف المباني وهذا استحقاق مؤلم وموجع جدًّا ولكن الجوانب الأخرى من الحرب لم تخرج من الصندوق بعد.. انتظروا لتروا وتسمعوا وتدركوا أنّ هناك بطولاتٍ اسطوريّة وأن النصر على رغم الألم والأشواك والدموع فإنه قادم وبوضوح لا جدال فيه..!
&&&&
كامل النصيرات