كتب ماجد القرعان
ليست شهادتي بل كل صاحب ضمير حي يُقر بقوة وسلامة الحراك الأردني تجاه الحرب المدمرة التي يشنها جيش الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة ودول أوروبية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت ذرائع الحضارة والدفاع عن النفس فيما الحقيقة انها مؤامرة دولية لابادة شعب يطالب بحقوق شرعية أقرتها له كافة المؤسسات الدولية .
إزداوجية معايير وصمت مطبق لغالبية قادة الدول الذين يرضخون لهيمنة الصهيونية العالمية وحرب اعلامية مدفوعة الأجر لصحافة غير مهنية لم تعد سردياتها التي تتعامى عن حقيقة ما يجري من مجازر بحق أطفال ونساء غزة تنطلي على أحد في عالم الفضاء المفتوح .
أجرأ من تصدى لهذا التعامي المقصود بعد جلالة الملك عبد الله الثاني كانت جلالة الملك رانيا العبدالله خلال استضافتها من قبل الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة سي ان ان حيث كشفت جلالتها زيف ما تدعيه اسرائيل وحلفائها واعلامهم الموجه للتعتيم على افعالها الوحشية وقلب الحقائق وأكثر من ذلك انه لم يغب عن جلالتها تلك السقطة الإعلامية لشبكة سي إن أن حين حاولت الترويج بقطع رؤوس اطفال اسرائيليين من قبل رجال المقاومة الغزيين والذي لم تستطيع الإعلامية أمانبور حتى مجرد الرد أو التبرير .
محليا شهدنا خلال الوقفات التضامنية للشعب الأردني بكافة فئاته دعما لغزة ورفضا للحرب الهمجية التي يشنها الكيان الصهيوني كيف سعت قلة الى محاولة تغيير البوصلة بافتعال احتكاكات مع رجال الأمن العام ومحاولة البعض الإعتداء على الممتلكات العامة وسعي أخرون من خارج الوطن الى التشويش على الموقف الأردني الرسمي والشعبي وتقليل أهميته تجاه القضية الفلسطينية وما يجري في غزة هاشم لكن محاولاتهم البائسة وكما قال المثل الدارج ( طلع نقبهم على شونه) حيث بدأنا نسمع في أرجاء المعمورة اصواتا رسمية وشعبية تُدين الحرب الهمجية وتدعو الى وقفها وانقاذ سكان غزة من النازيين الجدد .
من أقوى ما اشارت اليه جلالتها خلال المقابلة المعايير المزدوجة في العالم والصمت الذي صم الآذان حيال جرائم الكيان الصهيوني مذكرة بأن الصراع بدأ قبل 75 عاما بتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه وليس يوم السابع من تشرين الأول الماضي ومشيرة الى الروايات المزيفة التي أغفلت عن قصد ما يقوم به الكيان الصهيوني بدعم من القوى العظمى من اضطهاد وجرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين .
وزادت جلالتها بأن ذكرت العالم بالقرارات الدولية التي زادت عن ثلاثين قرارا تؤكد انتهاكات اسرائيل للمواثيق الدولية وتطالبها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان وانه قد تم تصنيفها من قبل منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية على أنها ” نظام فصل عنصري” .
كما بينت جلالتها أن حلفاء إسرائيل لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها، والذي سيؤدي الى توسع هذا الصراع وإطالة أمد المعاناة وتعميقها فيما اشارت الى ماكينة الإعلام الغربي الذي يسعى الى قلب الحقائق وترويج الأكاذيب مستغربة في ذات الوقت عدم ادانة المسؤولين في الغرب لأفعال اسرائيل الموثقة وعدم واعترافهم ان من حق الفلسطينيين بالدفاع عن انفسهم .
اردنيا فان ما نحتاجه في هذا الوقت الصعب عدم الإلتفات الى من يحاولون التشكيك بمواقفنا ودورنا الإستراتيجي في المنطقة باعتبار ان الأردن عامود الإرتكاز الأمني في الإقليم والذي تعييه الولايات المتحدة وحلفائها وان نحرص على وحدتنا الوطنية ملتزمين بثوابت الدولة والسير الى الأمام خلف قيادتنا الهاشمية وسيبقى تاريخنا ناصع البياض رغما عن الآفاقيين والمتاجرين بقضايا الأمة .