لمن أوجّه كلامي وكتاباتي عن هستيريا الإبادة في غزّة؟ لكم؟ إنكم أصحاب القضية.. أنتم دموعها و عجرها وبجبرها.. وأنتم العاجزون مثلي تمامًا؛ لا حول لنا ولا رغوة.. نحن مطلوب منّا أن نتفرّج ونبكي ونصرخ في صحراء لا أحد بها..!
هستيريا التلذّذ بقتل الأطفال والنساء.. أي كاريكاتير سوداوي يقبله عقل حين يتخيّل طفلًا وامرأةً وعجوزًا تدخل عليهم مدرّعة أو دبّابة أو تهبط عليهم طائرة حربيّة بكامل العتاد الحديث وثمنها ملايين الدولارات لتفتل عضلات الموت عليهم وهم في نظر أعدائهم لا يساوون حتى فنجان القهوة الذي ترتضيه العُربان ثمنًا عند الصلح .!
يبدو أن أعداءنا يدركون أننا بلا ثمن.. أن حكايات موتنا تنتهي بفنجان قهوة.. فما المانع أن يقتلوا عشرات آلاف فناجين القهوة..؟! سعرنا رخيص يا سادة؛ سادة؟! هل نحن سادة بالفعل؟! السادة من السيادة..! آه؛ نعم سيادة..! اضحكوا معي وأنتم تلطمون على سيادة العرب التي تتوحّل كل يوم في أنفاق “الصنّة”..!
نعم غاضب.. وقد أكون أقلّكم غضبًا.. فهستيريا الأرقام البشريّة التي يحصدون أرواحها كلّ يوم ونحن منشغلون فقط برهان قميء: هل سيدخلون برًّا أم لا؟ لا؛ لن يدخلوا لأنهم يخشون من حصادنا عليهم..!
بعد الموت الجماعي على مدار الساعة.. بعد وجبات السم التي نتجرّعها في البث المباشر على كلّ الشاشات.. بعد التأكيد علينا كلّ لحظة بأننا “ولا شيء” والصفر على الشمال له قيمة ووجود أكثر منّا..! لا يهمّ بعدها البحث عن الانساب..! ما فائدة الأنساب والوحل هو المستنقع الذي يجمعنا.. والمقاومة جاءت كي تخرجنا من هذا الوحل ولكننا نخذلها بل نخذلنا..!
هم يموتون شهداء ويذهبون لربّهم.. ونحن نموت حسرةً وكمدًا وغيظًا ونذهب إلى التيه الجديد ونحن نمشي على رؤوسنا كي لا نضع عيوننا في عين الله ..!
إن لم نرفع سعرنا وننصر المقاومة فلن يكون هناك فنجان قهوة نتصالح عليه .. وسترون الخراب الدامي الذي يخبّئه الجيل القادم لكم..!
كونوا عربًا.. أو .. لا أَبا لكم..!
&&&&
كامل النصيرات