هلا نيوز – عمان
بقلم/ فارس الحباشنة
لاول مرة تثير اشاعات ومغالطات وحروب نكايات غضبي وفزعي.
و في موضوع المطعوم والتقليح صراحة أنا انفجرت غضبا، وعبرت في مواقف اعلامية علنية وخاصة عن غضبي وخوفي على البلد والاجيال القادمة.
والخشية وجدتها اوضح في تعبيرات مدخلات وسجالات طبية وعلمية قادها وحركها اميون وجهلة، ولا يعرفون أن يفكوا الخط، ولا يميزون بين الفايروس والبكتريا.
و بدأ ان الرأي العام الاردني ساحة لعراكات، وان ثمة اطراف لاعبة مرئية وغير مرئية قادرة على تسخين وتأجيج الرأي العام، وخلق رأي عام مضاد، وصناعة تشويش وبلبلة، وفوضى. وهنا، بخصوص موضوع المطعوم، فانه علمي وطبي بحت في الظاهر. ولكن، بلا شك انه يخفي في الباطن مصالح ونوايا واطماعا سياسية لاطراف ما.
و لست في معرض اتهام جهة ما.. ولكن ما حصل خلال الايام الماضية كاف للقول ان ثمة قوى داخلية واقليمية تستهدف الاردن. و الادوات كانت ظاهرة وعلنية في الاعلام والمجتمع المدني. وحتى شاشات التلفزيون الرسمي، وما تابعنا من مداخلات اسهمت في تشويش الرأي العام، وصناعة رأي عام مضاد للمعطوم، وزرعت في عقول الناس شكا ولا يقينا في المعطوم ومأمونيته. و الموضوع على مدى ابعد هو اخطر من المطعوم ولا يقف عند حد الحصبة وابرة التطعيم ، والموضوع» بروفا « للتحريض وصناعة ازمة، وتفجير البلاد في الشائعات والبلبلة، والتضليل.. وهنا يتفجر خوفي من الخطر الداهم. اعداء المعطوم من هم ؟ ومن هاجهموا المطعوم وشككوا في مأمونيته وسلامته، و عبروا عن خوفهم على صحة الاطفال. أرجو ان يفصحوا عن مرجعياتهم، ومن اين استمدوا وجهات نظرهم وآرائهم العلمية والطبية؛ ولكي يفتوا ويروجوا لها، ويقدموها وجبة تحريض وتشكيك على شاشة التلفزيون ومنابر الاعلام. و هنا، انا لا اقصد مواطنين عاديين، ولكن من يحملون الألقاب واوصافا عامة، ونوابا وناشطين وخبراء وقادة رأي عام ، وغير ذلك. الحكومة اعلنت نظر السلطات القضائية في اول قضايا اخبار كاذبة تدعي تسجيلا صوتيا عن المطعوم، وتستهدف كما في جاء لائحة الاتهام نشر اخبار كاذبة ومعلومات تستهدف الامن والسلم المجتمعي. الملاحقة القضائية والقانونية في نظري ايضا يجب ان تطال من بثوا عبر منابر اعلامية رسمية اغاليط ومعلومات مشوشة عن المطعوم. و محاكمة شخصيات عامة سلت سيوف كلامها واطلقوا فتاوى طبية في موضوع صحي وطبي له اهل خبرة واختصاص هم الاجدر ان يتحدثوا به. و في ازمة المطعوم، وما انتج من تشويش وتضليل وبلبلة، وقد كان جليا ان البلد منكشف بلا مناعة، تقريبا، ومناعة تصد وتوضح وتضع الامور في قوامها ونصابها. و بمعنى ادق فان الاعلام وقنوات فضائية رسمية لعبت دورا غريبا في موضوع المطعوم.
و كيف ساهمت في انتاج شائعات ومعلومات مغلوطة حول المطعوم، وتم تغييب بشكل لافت المعلومات الطبية الراشدة والوازنة، والرواية السليمة حول المعطوم .
انا لا استبعد سلاح الشائعات، او نفي وجودها من اصله، وكما لا يمكن انكار مسؤولية بئية عامة مسمومة عن تفشيها. و اذا ما اردنا تخفيض الخطر الداهم وحماية المجتمع وامنه وسلمه، فعلى الاقل تغيير الادوات وتحسين البئية العامة كشرط ضروري.
و لا يختلف عاقلان على ان المطعوم ضروري.
و لا يختلف عاقلان على أن هز الاستقرار وغياب الامن الصحي وغيره، يروع المواطنين ويغيب الاستثمار ويقوض الاقتصاد، ويهز عرش السياحة الاردنية.
أزمة المطعوم والاستقرار الصحي مفردة جذرها سياسي، والاستقرار سواء الصحي او الامني والاقتصادي او السياسي مسألة تتعلق في سلامة الدولة والمجتمع.