هل الانسان بطبيعته الفطرية عندما يولد يكون كائنًا مدنيًّا ثم يتوحّش أم أنه متوحش ويحاول أن يصبح مدنيًّا.. ؟ هذا سؤال فكريٌّ كبير وعميق شغل الفلاسفة والمفكرين وما زال.
كنتُ ممّن يتبنون أن الانسان يولد مدنيًّا ومع التجارب والأيّام يكسب طبائع التوحش، ولكنني عندما “ضربتُ راجعًا” وأشغلتُ نفسي بالعمق وصلتُ إلى قناعة أن الإنسان يولدُ متوحشًا وما كلّ المدنيّة التي نراها إلّا قشور يتخلّى عنها الإنسان عند المحكات الحقيقيّة.
ترى الإنسان “محترمًا” والاحترام مدنيّة، لكنه ينقلب على احترامه ويعود لأصله المتوحش عندما يجوع ولا يجد طعامًا؛ عندما يكون في زحمة السيارات؛ عندما يلطشه أحدهم كلمة أو نظرة مستفزة؛ عندما يخلص شحن النت. !
الانسان متوحّش منذ قتل قابيل هابيل وجرت ملايين المعارك الدموية بين بني البشر لأتفه الأسباب. لأن الإنسان كان يتصرّف على طبيعته المخلوق عليها. وإلّا لماذا تظهر طبقة العبيد وهذه طبقة من صناعة “النبلاء المتوحشين”. !
التنمّر الذي ترونه كل لحظة وتمارسونه كل لحظة هذا توحّش.. المزح الثقيل والبايخ والزنخ توحّش.. العصبيّة التي تسكننا هي طبيعتنا المتوحشة؛ والذي لا يعصّب هو شخص “ماسك حاله” بينما في داخله شخص يغلي ونار وبركان. !
فكّروا في الأمر.. وأجيبوا على أسئلتكم بحياد ستجدون أن المدنيّة وأخلاقها يهدمهما الانسان في لحظة لأنهما دخيلتان عليه وليستا أصلًا في تكوينه وما الأنبياء و الحكماء إلّا ممّن يحاولون ترويض هذا المتوحش..!
وللتجربة العملية على كلامي: أتقدّم بطلب مبلغ على سبيل الدين وقدره مليون دينار من كل أثرياء الأردن الذين تزيد ثروتهم عن 100 مليون.. كلّهم بلا استثناء سيقلبون لي على الوجه الآخر (الوجه الحقيقي) وسيردحون وأقلها يطنشون والمدنية ليس فيها تطنيش.. ومن يريد منهم أن يثبت خطأ كلامي فليبطحني ويقتل فكرتي في مهدها ويأتيني بالمليون دينار.. !
&&&&
كامل النصيرات