ماجد القرعان
توقفت متمعنا في خبر اختتام مؤتمر تم عقده قبل ايام في دمشق للاتحاد العربي للسكك الحديدية والذي تم خلاله انتخاب الأردن رئيسا لمجلس ادارة الإتحاد ممثلا بمدير عام شركة العقبة للسكك الحديدية المهندس ياسر كريشان .
كيف ولماذا ..؟ لا أعلم رغم ان البعض قد يعتبره انجازا يضاف الى انجازات الحكومات المتعاقبة التي لم تتقدم خطوة واحدة للنهوض بقطاع النقل العام ومعالجة المشكلات التي يعاني منها المواطنين في كافة المحافظات ومعها العاصمة عمان التي لم يتحقق لسكانها المأمول من مشروع الباص السريع الذي كلف ملايين الدنانيير والحق خسائر بالمواطنين قُدرت بأكثر من كلفة المشروع جراء تعطيل الحياة العامة لعدة سنوات في مناطق التنفيذ .
فضولي دفعني للبحث عن معلومات حيال علاقة الأردن بمنظومة السكك الحديدية لأجد ان لدينا ارث قائم منذ بداية القرن قبل الماضي منذ عهد الدولة العثمانية التي قامت في بداية عام 1900بانشاء خط للسكك الحديدية خدمة لحجاج بيت الله الحرام يربط الأراضي التركية بالمدينة المنورة مرورا من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية والذي سمي بالخط الحديدي الحجازي
وتشير بعض المعلومات الى أنه وبعد خروج العثمانيين استمر استخدام الخط بعدد محدود من القطارات لنقل المواطنيين وخاصة بين العاصمة عمان ومدينة معان جنوبا وأذكر في طفولتي انني استقليت القطار مع أهلي من محطة جرف الدراويش التي تقع بمحاذاة الطريق الصحراوي حيث كان المدخل الرئيسي لمحافظة الطفيلة قبل انشاء طريق الحسا الطفيلة .
وفي البحث ايضا وجدت ان لدينا شركة ومؤسسة للسكك الحديدية لكن لا علاقة لهما للنهوض بالنقل العام والمساهمة في حل مشكلاته واقصد تنقل المواطنين ما بين المدن القائمة على طول الخط الحجازي وهما مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الاردني وشركة العقبة للسكك الحديدية.
وللوقوف على واقع حال هاتين الجهتين لم اجد افضل من الإطلاع على المعلومات المنشورة على موقعها الإلكتروني حيث لخصت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي اهدافها بخمسة نقاط تمثلت بتطوير منظومة النقل السككي ووضع الخط الحجازي على خارطة السياحة المحلية والعالمية ورفع الأداء المؤسسي واستثمار أملاك الخط الى جانب الحفاظ على الإرث التاريخي من خلال إعادة ترميم المباني التراثية والمحطات في المؤسسة !.
أما شركة العقبة للسكك الحديدية فقد لخصت ( رؤاها ) على موقعها الإلكتروني بتوفير نقل آمن على مستوى عال ٍ من الجودة ومنافس محلياً واقليمياً و ( رسالتها ) بالعمل على تلبية رغبات متلقي الخدمة بأعلى كفاءة وتحقيق الرفاه الوظيفي وحاجات المجتمع المحلي في اقليم الجنوب وحماية البيئة في حين قالت ان قيمها ( الجوهرية ) تتمثل في تعظيم الولاء والانتماء للمؤسسة وتعظيم المهنية والرفاه الوظيفي والشفافية في التعامل والتشاركية والعمل بروح الفريق وانها تسعى للتميز والريادة الابتكار والابداع والجودة ! .
هل يُعقل هذا الواقع المؤلم الذي يُكلف الخزينة ملاين الدنانير سنويا مقابل صفر خدمات وانجازات ولمصلحة من ؟ وأين الخطط والبرامج والإستراتيجيات للنهوض بقطاع النقل العام الذي تعتبر السكك الحديدية أهم عناصره في غالبية دول العام ؟ وماذا كان دور المجالس النيابية المتعاقبة للخروج من هذه الواقع المؤسف ؟ والى متى يستمر ؟