جنين “أُمّ الأساطير” وحدها، أين الذين ملأوا آذاننا منذ الصغر وهم يموسقون داخل خلايانا :
((لبيك اسلام البطولة كلنا نفدي الحمى..
لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما))..؟
لماذا لم نرَ جمجمة واحدة؛ واحدةً فقط ليس لكي تكون سلّمًا للعزّ بل لكي تكون مع المقاومة فقط.. أو تتهجّر مع المتهجّرين بفعل “الدولة اللقيطة”..؟!
وجنين تقف على قدم وساق.. وترفض التنازل والسقوط.. أين الذين هتكوا عرض صفائنا وهم يتبارون بالتبجح على مدار الثواني:
((بلادُ العُربِ أوطـــــــــــــــاني مــــنَ الشّـــــــــــــامِ لبغدان)) ؟ أليست “جنين” من أوطانكم يا أصحاب الحناجر ؟ أليست جنين قطعة من الشام..أم أن هناك خرائط جديدة تخفونها عنّا..؟!
جنين “الحمراء” اليوم؛ والتي تذهب كلّ يوم خفيةً عن أعينكم وأعين “الدولة اللقيطة” إلى التاريخ وتضمدّ جراحها وتأخذ جرعات لا تعرفونها من العنفوان والعزّة؛ لا تريد اليوم صديقًا لا يكون عند الضيق حاضرًا بالمال والعيال.. ولا تريد شقيقًا لا يملك من أدوات الأخوّة إلًا لفظًا ملفوظًا ومطرودًا من قائمة الانتظار..!
ما معنى أن يكون لك أخوة وأصدقاء؟ هل تقبل صديقًا يجلس في الشارع يأكل الكاجو والفستق ويصفّق لمارق طريق وهو يراك بذات الشارع والغرباء يحيطون بك ويقيمون عليك حفلة التلطيش والركلات ويمتدون بسكاكينهم إلى عنقك..؟ أي صديق بل أي عذر لهذا الصديق ..؟ هل هناك أخٌ بأخوّة حقيقيّة يقبل أن يرقص أمام الملأ وأخوه يُذبحُ من الوريد إلى الوريد وأمام الملأ أيضًا..؟ ماذا يقول ذات الملأ يا ترى..؟!
أنا لا أدعو إلى توقف الحياة وتفاصيلها من أجل ما يحدث في جنين.. ولكنني أطالب بالعودة إلى أقلّ شروط التضامن يا أخوة جنين ويا اصدقاءها..
جنين لن تستسلم..هذه قاعدة راسخة.. والفلسطيني صحيحٌ أنه مقهور؛ لكنّ قهره طارئٌ غير دائم.. والفلسطيني قاهر قادر .. والذي لديه شكّ فليراجع قدراته التاريخية.. فالأرض تعرف أهلها وتقاتل معهم وتكفيهم شرّ الأصدقاء والأشقاء قبل الغرباء..!
جنين: أُم الأساطير؛ أحفادكم سيدركون أنها البوصلة..
&&&&
كامل النصيرات