أبو يوسف المصري القادم من بني سويف من أجل لقمة العيش التي تفرّق الأحباب وتصنع الغربة؛ كأنني كنتُ أبحثُ عنه كي تلتقي حاجتي إلى من ينظِّم لي أمور “الحوش” مع قدرة “أبو يوسف” على ذلك.. حمله إليّ “محمود” ابن عمي “حمد”..
كان يعمل بلا توقف حتى وصل للخزّان الأرضي الذي يمتد منه “بربيش” موصول بحنفيّة الخزان.. وفجأة جلب لي أبو يوسف الحنفية مكسورة وقال بكل روعة وخفّة دم المصريين: الخزّان “إتْخَرَمْ”.. طبعًا في مثل هذه المواقف من المفروض أغضب منه وأخصم “كسرة الحنفيّة” من الحساب.. ولكن لجمال “الإفّيه” التلقائي وطريقة قوله غطّى على أي غضب ممكن أن يتشكّل.. وظللتُ وابن عمّي “محمود” نردد الخزّان “إتْخَرَمْ” في جلسات لعبة “الهاند” أوّل أمس حتى صار كل “اللعّيبة” و الحاضرون يستعملونها عند كلّ خسارة فتحولت الجلسات إلى “استاند أب كوميدي” للجميع.
كلّ مقال عندي هو خزّان به حنفيّة.. من كسرها عامدًا متعمّدًا فإن عندي آلاف الحنفيّات الأصلية والتي تجعلني أسيطر على ما يفيض من خزّاني على الأرض.. ومن كسر حنفيّتي بحسن نيّة فإن آلاف الحنفيّات ذاتها موجودة ولا أخسر في الحالتين إلّا ثلاث الدقائق فقط في تركيب الحنفيّة الأصلية ويبقى خزّاني مليئًا بماء الابداع.. فمن أراد الوضوء الأدبي يفتح الحنفية كما يفتح حنفيّة دارهم ويتوضّأ ومن كان به عطش يشرب من مائي ما شاء له أن يشرب.. ولستُ مضطرًا بحكم البديهة والعادة أن أضع “كاتلوجًا” لكيفية استخدام الحنفيّة..
ملاحظة: أرجو من القرّاء الانتباه لعلامات الترقيم في كلّ مقالاتي السابقة واللاحقة والتي هي من صلب العمل الأدبي وأحد مفاتيح فهم النص؛ نعم فهم النص؛ أي والله فهم النص؛ وحياة الله فهم النص.. والذي لا علم له بها فإنني لا أملك له إلّا ضحكة تشبه ضحكتي ل “أبويوسف المصري” حينما قال: الخزّان”إتْخَرَمْ”..!
وللحقيقة خزّاني “إتْخَرَمْ” مئات المرّات بحسن وسوء نيّة ومع ذلك ليس من مهمتي تعليم دهماء المتثاقفين علامات الترقيم.. وأقصد هنا فقط من يحاولون خرم خزاني بسوء نيّة..!
&&&&
كامل النصيرات