اعتقد الكثيرون أنني حينما أقول “أُعطي محاضرة” فذاك يعني تجهيز نفسي مُتسلِّحًا بالورق أو على الأقل يكون معي ورقة صغيرة فيها رؤوس أقلام لما أودّ أن أقول.. ولكنني لم أعتد على ذلك.. بل لم أعتد أن أقف على منصة وأنا لا أعرف ماذا أريد أن أقول رغم أن صيغة الكلام وبلاغات الجُمل تأتي وليدة لحظتها وهنا حسب رأيي تظهر مقدرة الأديب وإن كانت ليست شرطًا فيه ولكنها شرط أفضلية كما يقولون..!
محاضرتي في مدرج “أحمد اللوزي” الذي تفاجأت بجماله وإعداده.. وعن تجربتي في الكتابة الإبداعية الساخرة.. وبعد حصل طارئ مع الدكتور مهند مبيضين لارتباطه بمؤتمر آخر خارج الجامعة تصدّى للأمر أستاذ “التقعير اللغوي الساحر” وفارس النحررة وطوّاف المعاجم الدكتور عمر الفجاوي والذي يشكّل عندي “مجهارًا على مجهار” والأدقّ “مجهارًا علا مجهارًا”.. فلله كم أبدع ! ولله كم أحاط وأناط حتى خشع من قوله الحيطان والبلاط.
ذهب برفقتي زوجتي القاصة هديل الرحامنة و زوجة أخيها المحامية عنود العدوان؛ وبالطبع قلب قلبي ابنتي “بغداد” التي كنت أسرق منها الملخصات والتست بنكات أيّام التوجيهي وقدمته معها وهي لا تعلم وأنا وهي الآن سنة أولى جامعة..!
محاضرة مفعمة.. من أجمل ما قدّمت.. قد يكون لهيبة المكان.. قد يكون لأنني طالب فصل أوّل وله محاضرة “دكاترة”.. قد يكون لأنني وجدتُ الحفاوة من الجميع.. قد يكن لأنني قرأت فيها شعرًا .. قد يكون لمستوى السخرية التي تخللتها.. قد يكون لأنني أردتُ أن يعرف الطلاب الذين بعمر بنتي بغداد عن هذا “العمو الحج” ومن يكون..!
انهيتُ كلّ المواد تقريبًا ولم يبقَ إلّا محاضرة وجاهية واحدة هي التواصل الاجتماعي وموعدها اليوم و”فاينلها” غدًا.. لا أصدّق أن الزمن مرّ بسرعة وأنني على مشارف أيّام فقط لانهاء الفصل الجامعي الأوّل .. وبالتأكيد بعد إذن الله ومشيئته سأكون في الفصل الصيفي.. دعواتكم.. وانتظروني.
&&&&
كامل النصيرات