الله يرحمك يا ” نصر الله البوشي”؛ عند اقتراب كلّ عيد كنتُ على موعد مع “نوفيتيهه” الصغير في قريتنا.. أبوي -أطال الله عمره- أعطاني ضوءًا أخضر بأن أذهب إليه وأشتري ما أريد.. لم أكن أجادله كثيرًا لأنني منذ صغري وللآن لا اتقن فنّ اللبس.. حتى في العيد كنتُ البس الجديد حتى منتصف النهار الأوّل وبعدها أدوّر على “خَلَقاتي المشرشحة” وأرتديها فأشعر براحة عظيمة..!
للآن؛ أكره اللبسة الأولى للبس الجديد، أشعر أن كل “خلايق” ربنا تأكلني في عيونها.. أشعر بأنني “سأتعنقل” بخيالي وأقع طبّ على وجهي..!
بالتأكيد مفاهيمي تختلف عن مفاهيم أولادي.. وصراحةً لا أعرف من الصحّ فينا؟ مرات أراني على صواب لأنني عشتُ ظروفًا تختلف تمامًا عند ظروفهم؛ ومرات أخرى أضرب نفسي بألف حيط وأقول لنفسي: ما تعاند يا ختيار؛ هذا زمنهم ومعطياته غير معطيات زمنك البائس..! حتى في كثير من النقاشات يقطعون عليّ جملتي الشهيرة “على أيّامنا كنّا……….. ” يا بابا يا بابا أيّامكم مش أيّامنا.. فأتلبّك وأغيّر الموضوع: ولك إنت بدوي كيف تناديني بابا.. قول: يُبا أو يا بوي..! فيقول لي: حاضر بابا: يُبَا..!
لو أرجع ولد زغير؛ أقسم أنني سألبس الملابس الجديدة طوال أيام العيد ولن “أتعنقل” بظلّي بل سأُعنقل كل صفّقوا لي وتركوني وذهبوا إلى سميرة توفيق وهي تصدح : يا خالي قرّب العيد؛ بدّي منك عيديّة..! أين أنت يا خالي..؟!.
&&&&
كامل النصيرات