لو سقط تلفوني بيد أحد ما وأخذ فيه جولة لهاثية لأعاده إليّ مع نصيحة مغمّسة بالبكاء مفادها: يا زلمة ارحم فيصل الشبول..! لم أعرف وزيرًا تحمّل منّي هذا الكم الهائل من المسجات والتلفونات كما تحملها الأشقراني فيصل الشبول..! مرات كثيرة أشفق عليه منّي ولكن أعود وأقول لنفسي: أصلا عيّنوه عشاني؛ وكان يجب أن تكون حقيبته ” وزارة الرد على كامل النصيرات”..!
لا أذكر مرّة واحدة أن فيصلًا رآني دون أن يبتسم؛ دون أن يقهقه؛ دون أن يلطشني جملة يفتح بها الطريق لأقول وأعلق بما أريد.. فيصل بالنسبة لي وحدي غير.. وزير تحت الطلب وعند الطلب وجنب الطلب بل هو الطلب.
لحظات الفضفضة القصيرة والخاطفة التي أسرقها منه تشكّل لي مزاجًا مختلفًا.. هو هو فيصل الذي تعرّفت عليه بعمق أيّام كان مديرًا للتلفزيون.. هو هو الذي يتحمّل كلّ لطشاتي وقصفي للجبهات ومرّات كثيرة يضفي عليها لمسات ساخرة تشعرني بأهميّة صواريخي..!
أما لماذا أكتب عنه الآن تحديدًا؛ أولًا لو أردتُ كتابة مذكراتي ذات يوم وكانت المذكّرات 6439 صفحة فإن لفيصل الشبول منها على الأقل 57 صفحة ..! أمّا ثانيًا فلأن هذا الفيصل أديب فقدناه مع الوزارة وطالما كركبتُ نفسي بالسؤال التالي: لو عرضوا عليك يا ولد يا كامل الوزارة وقبولك إياها يعني فقدانك للكتابة اليوميّة فهل تقبل أم لا؟ الصراحة لا أستطيع الإجابة حتى يعرضوها عليّ.. بس يا رب يعرضونها عليّ في لحظةٍ تكون نفسي فيها عايفة الكتابة واللي بيكتبوا؛ وأنا 95% من وقتي عايف الكتابة وعايف معها حالي..!
كل ما أريده من فيصل الشبول هو وعد صغير فقط.. إذا الله فتحها معه أكثر من هيك وصار ذات يوم قريب “دولة” ألّا ينساني من أي ” حُطريشة أو قُطريشة”.. ويختار الوقت المناسب لمفاتحتي بذلك وساعتها كل أوقاتي مناسبة لقبول أي وزارة حتى لو كانت وزارة اسمها “اقعد بالدار”..!
&&&&
كامل النصيرات