لا أعرف لماذا لم ينتابني الغضب على أحداث المسجد الأقصى مثل كلّ مرّة؟ أتراني “تَمْسحتْ”؟! أم أن البلادة “شَرَّشتْ” بي من أخمص قدميّ إلى أطول شعرة في رأسي؟! ماذا يحدث لي.. ما هذا الخراب الذي يسكنني..؟!.
إنها فلسطين يا كذّاب التي كنتَ تدّعي دائمًا أنها مانشيتك الأول.. إنها القدس التي كنتَ تقول للناس عنها: هي الروح.. إنه المسجد الأقصى يا من أقصيتَ نفسك ورحك ووضعتهما في قوالب ثلجية..!
كلّ رمضان تقوم “إسرائيل اللقيطة” وتفعل أفاعيلها في فلسطين لتنكِّد على الفلسطينيين صيامهم وعيدهم.. “إسرائيل” التي تسعى لاعتراف ديني بدولتها لا تحترم دينًا ولن أقول لكم : المكتوب مقروء من عنوانه.. لأن المكتوب منذ مئة عام وهو ذات المكتوب .. والعنوان هو ذات العنوان بذات الخطّ الكبير وبذات الترجمة الفورية لكل اللغات..! ولكنني سأقول لكم: ما من كرامةٍ لضعيف..!
أنا الذي “تمسحت”.. أنا الذي غض النظر عن فلسطين.. أنا من تركها جائعة عطشى وجريحة تنزف من كل مسام في صحراء العرب.. أنا من انشغلتُ عنها برامز وباب الحارة وبرامج الطبخ ومسلسلات لا واقع لها.. أنا من تركتُ نفسي تبحث عن نفسي كي لا أجدني ولا أجد طريقًا يوصلني لفلسطين..!
يا الأقصى.. إيّاك أن تنتظر.. فنحن لسنا أولياء دمك بل سكاكين لحمك المثخن الآن..!
&&&&
كامل النصيرات