د. احمد الهباهبه
مهنة الطب البيطري لا تقل شئناً عن مهنة الطب البشري لان المهنتين وجدتا لتخفيف الالم وعلاج المرض عن الارواح سواءً كانت بشراً او حيواناً او نباتاً واكاد لا اجزم ان مهنة الطب البيطري هي المهنة التي تعتبر من الناحية الدينية اكثر اهمية كونها تعالج مخلوقات لا تستطيع ان تعبر عن الوجع او الالم .
يوم امس اخبرني صديق عما حدث معه من معاناة مع عيادات الطب البيطري الخاصة المتواجدة في عمان ، فهو يملك قطة تبلغ سنة ونصف تعاني من مرض مفاجئ وهو يقتنيها كونه لا ينجب اطفالاً ويعتبر القطة بمثابة احد اطفاله ، وكان يرعاها ويعتني بها وكأنها احد ابناءه ولكن مرت ظروف اقتصادية جعلته يكتفي فقط باطعامها والعناية بها ضمن قدرته الاقتصادية ، عرض صاحبنا القطة على اكثر من عيادة واخبرهم عن حالاتها الصحية ليجد ان تكلفة علاجها والكشف الطبي اعلى بكثير حتى مما يعالج بها البشر ، واقترح ان يتم علاجها بالعيادات وعرضها على المقتدرين للتبني بعد العلاج الامر الذي رفضته اغلب العيادات ، الى ان حاول اخيراً التواصل مع الدكتور وائل عباسي وهو طبيب بيطري ذو مسموعية جيدة في هذا المجال ولديه عيادة في الرابية ، والذي حال سماعه بوضع القطة الصحي ، رحب بعلاجها قائلا “المصاري اخر شي ممكن نفكر فيه اهم شي حياة القطة ” ، فكم انت رائع يا دكتور وفعلا في الدنيا خير وان خليت بليت فهذا هو الطبيب الذي نريده ، الذي يقوم بما تمليه عليه اخلاق المهنة دون النظر الى المردود المادي ، فهذه المقال ليست للدعاية بل لعرض مثال رائع لطبيب انسان نحتاج لكي يكون مثالا يقتدي به الكثير من الاطباء في هذا الزمن ..