لا أقتنع بأي تغيير إيجابي إذا لم تكن ثقافة الأشخاص أنفسهم قد تغيّرت.. المفاهيم لا تتغير لوحدها.. السلوك البشري لا يتغيّر بكبسة زر.. الإصلاح لا يصنع في مجالس النواب ولا في الهيئات المستقلّة.. بل كل شيء يتم إنجازه في وزارات الثقافة.. هذه الوزارات التي يجب أن تستقطب كل المثقفين “العضويين” غير المحسوبين على جغرافيا مناطقية أو حسابات مجتمعية “تودّي بداهية”..!
المثقف “العضوي” هو الوحيد مع المثقفين العضويين الآخرين على استبدال كل “الكلاشيهات” الجاهزة وخلق “مسيرة” جديدة تصبح واقعًا مطبّقًا تنهل منه كل عائلة.
المثقف العضوي هو الذي يعطي شرعيّة للابداع والابتكار.. وهو الذي يصبح له مريدون وأتباع يطوّرون على انتاجه بلا تشنجات أو عصبيّات جاهلية..!
المثقف العضوي هو الذي يجعل أنفاس حكاية تطوف الأوطان، ويجعل من خطوات أقدامهم بناء فكريًّا يقبل كل الاختلافات ولا يصل للعنف أو للخوف من الاقتتال الداخلي.
ووحدها وزارات الثقافة إذا أعطيت الميزانية الواجبة هي من تستطيع لملمة شمل غربة المثقفين العضويين في أوطانهم.. وبجانب الميزانية تعطى الصلاحيّات لتطبيق نتاجها الفكري والثقافي اللذين بدونهما سيبقى الفكر والثقافة يدوران في وحل الموظف الإداري الذي ينظر للثقافة إلّا راتبًا آخر الشهر ومكافآت وحوافز ومياومات..!
أيها السادة: إن كنتم تريدون إصلاحًا حقيقيًّا فاعطوا الخبزَ لخبّازه دون أن يأكل إلّا حصته الحقيقية من الخبز.. وبغير ذلك فنحن وأنتم نشتري الوهم الخراب ونقتات عليه.
&&&&
كامل النصيرات