الاحد ١٢-٣-٢٠٢٣
هلا نيوز
احلم معي بالفواتير ولا تستيقظ
&&&&
هو مجرد خيال.. خيال فقط؛ للمثقلين طوال عمرهم وعمر آبائهم بالفواتير..!
ماذا لو – بقدرة قادر- كل الفواتير التي أتتك في حياتك تجمّعت أمامك فجأة؟! أعتقد سيكون أمامك جبل من الفواتير.. جبل من السهل التسلّق عليه ومن السهل الدوس عليه بقدميك الطريتين؛ بل من السهل إحراقه بما تبقّى من سيجارتك رديئة التبغ والأنفاس..!
لا يهم؛ المهم أن لديك “طحشةً” عرمرمية من فواتير الحياة.. ماذا لو انهبلتَ في مخّك وبدأت تحلم بأن تتحوّل كل فاتورة إلى ورقة نقدية من فئة الخمسين دينارًا..؟ الله ما أجمل الحلم..! كم تعتقد أن يصبح المبلغ لديك؟ بالنسبة لي أجزم أن مجموع فواتيري تفوق الثلاث آلاف فاتورة منذ سكبتني أمّي في ماء الحياة المغلي ولغاية هذه اللحظة.. يعني سيكون بحوزتي أكثر من 150 ألف دينار..!
لن أترك الحلم.. دعوني افقد عقلي فيه قليلًا؛ أصلًا الاحلام ليس عليها جمرك رغم ما بها من عذابات..! دعوني أتبرطع في تفاصيل الحلم.. دعوني أحلّ جميع مشاكلي في إغماضة عينين.. أي والله لأعمل عمايل ما عملها قرد وحيد في غابة شجر في ساعة انتعاش..!
لله درّ الفواتير.. تفوترك ولا تفلترك.. تعرف أين الجنب الذي يوجعك وتضربك عليه بلا رحمة..!
احلموا.. تهبّلوا في أحلامكم.. فالأمم التي لا تريد أن تنهض تسقط بالفواتير.. ونحن أمّة فواتيرها أكبر من مصاريف عيشها؛ حتى فاتورة موتك تدفعها وأنت في عزّ حياتك..!
&&&&
كامل النصيرات
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
(( ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))