ماجد القرعان
على الرغم من ان رهانات كثيرة كانت معلقة على زيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكن إلى الصين من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، فإن اختراق منطاد صيني للمجال الجوي الأميركي، أفسد الزيارة ورفع سقف التوتر بين الجانبين كما تشير التقارير الصحفية ما ادى الى اعلان وزير الخارجية الأمريكي عن الغاء زيارته والتي تُعد أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع الى الصين منذ عام 2018 على الرغم من الصين اعلنت من خلال وزارة خارجيتها ان المنطاد مدني ويستخدم للابحاث لأغراض الأرصاد الجوية ودخل المجال الجوي الأمريكي بفعل قوة الرياح .
من متابعة التقارير الصحفية هنالك انقسام واضح في الأراء بين المسؤوليين في الولايات المتحدة الأمريكية الحاليين والسابقين وكذلك المراقبين حيث البعض يرى ان في ذلك اعتداء على سيادة الولايات المتحدة والهدف للتجسس فيما الرأي الآخر اعتبر أنه حادث اعتيادي في ضوء التطور العلمي والفضاء المفتوح وعالم القرية الصغيرة مع وجود الأقمار المخصصة للعمليات الإستخبارية الى جانب ان تداعيات الحرب الروسية على اوكرانيا التي قاربت على الدخول في عامها الثاني اظهرت للمراقبين ان الدول العظمى الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص لم تُقدم لأوكرانيا ما يجب من دعم ومساعدات وأن تعاملها اقتصر على اصدار البيانات والتصريحات النارية وذلك واضح من تصريحات القيادات في اوكرانيا ان الدعم المعلن عنه من قبل هذه الدول ليس كما يجب لتستطيع مواجهة القوات الروسية ناهيكم عما تسببت به هذه الحرب وخلفته من أزمات طاقة وأمن وغذاء حول العالم وهزات متتالية اصابت الإقتصاديات العالمية .
وعودة على بدء اعتقد ان الخلاف الذي تسبب به المنطاد الصيني لا يختلف عن الخلافات الشديدة بين الولايات المتحدة والصين في اعقاب انتشار فيروس كورونا وبالتالي اعتقد ان الصراع هو اقتصادي بالدرجة الأولى مع تمدد الصين بعلاقتها التجارية مع الكثير من دول العالم وهو الأمر الذي بتقديري يقلق الولايات المتحدة اكثر
اعتقد انه ليس سهلا على الولايات المتحدة الأمريكية ان توفر القناعات بأن الهدف من المنطاد للتجسس وبالتالي لا استبعد ان تتراجع الولايات المتحدة عن موقفها وتعود الى المربع الأول وتسعى لنهج دبلوماسي لتحسين علاقاتها مع الصين حيث تبقى المصالح العليا لكلا الدولتين هي الأساس لعلاقاتهما اليوم ومستقبلا .