الارهاب وسلم الاولويات الامنية
فايز شبيكات الدعجه
بدأ الارهاب بالتململ في العالم ..تململ عندنا وظهر سريعا في حادث الحسينية وقبلها حادثي السلط والكرك والسلسلة الطويلة الممتدة من الهجمات الارهابية القاتلة التي تعرضت لها المملكة ،ناهيك عن المحاولات المتكررة التي احبطها جهاز المخابرات العامه قبل ان يتمكن المتطرفون من تنفذها.
على مدير الامن العام عبيدالله المعايطه ترك كل ما بيديه وإجراء اعادة نظر فوريه في سلم الاولويات الامنية وتوزيع الامكانيات المادية والبشريه وفق مقتضيات المرحله .
تشديد الحراسه ونشر الدوريات والقبض على مهربي المخدرات اولى من التوسع باقسام الترخيص، وتفرعات الاعلام الامني وتشعباته الكثيره والشرطه المجتمعيه ،فلا فرق عندي لو ذهبت من عمان الى اربد مثلا لترخيص سيارتي طالما انها مره واحدة بالسنه.
لم نعد نرى كما كنا سابقا دوريات او مظاهر انتشار امني يناسب التهديدات الكبرى المحتمله ،ولا يفيدنا رفع حالة التأهب الامني القصوى بعد تنفيذ العمليات الارهابية.
الوقت يدركنا ونحن في صراع وسباق مع التطرف المباغت، ولا مجال بعد اليوم لمظاهر القيلوله والاسترخاء الامني، وعلينا عدم النوم الا بعين واحده، فثمة من يتربص بنا ويرقبنا بعيون سته على سته.
بصراحة، ناطق اعلامي وبضعة معاونين يكفي ويفي بالغرض ،فلا دليل يثبت دور لغو الاعلام الامنى الهائل ونوافل الشرطه المجتميه وشعار (لا للمخدرات) وشعار (الارهاب درب لا خير فيه) في الحد من الجريمه والتطرف والتهريب، فالكلام هنا لا يفيد ولا بديل عن تعزيز الشارع والنزول الى الميدان والتخلي عن الميكرفون والمكاتب فتلك الشعارات وما شابهها سئمناها وقد قيلت وترددت كثيرا واستنزفت جهود وامكانيات كبيرة ، وانفق عليها مالا لبدا بلا جدوى.
العارفون بخبايا الامن يدركون الاهمية البالغة للظهور الامني ودوره الوقائي في الحد من الجريمه وطرد المجرمين وإخافتهم، وتفويت الفرصة عليهم لاقتناص الفرص واغتنام الفراغ الامني واختفاء رجال الشرطة من المناطق والمواقع الرخوة القابلة للاختراق.