هلا نيوز
ما أوسع المرض وما أضيق العلاج..!
&&&&
كنتُ أوّل أمس في مستشفى حمزة للمراجعة مع ابني “غاندي”.. ورغم أنني ذهبتُ باكرًا إلّا أنني شعرتُ أن الأردنّ كلّها هناك.. شعرتُ أنّ الطوابير على كلّ العيادات هي طوابير تعكس أزمتنا جميعًا في التفكير والحلول..!
سأنسى أنني دختُ السبع دوخات للعثور على مصفٍّ للسيارة في الكراج الكبير الممتلئ.. وسأنسى الواسطات والمحسوبيّات التي شاهدتها بأم عيني وأم حواسي الأخرى لأنها صارت ثقافة مكتسبة ولكل واحد مبرراته لفعل ذلك ..! وسأنسى أيضًا إلحاح ابني عليّ في استخدام اسمي وشهرتي لتجاوز الطوابير للوصول إلى الدكتور مراد بني هاني ورفضي القاطع لذلك وشرحت الأمر له أكثر من مرّة ومعالم وجهه ترفض كل ذلك فهو غلام صغير ويريد انهاء الانتظار بأي طريقة..!
وسأنسى وسأنسى ..لكنني لن أنسى هذا المجموع الهائل المتواجد صباحًا في مستشفى واحد فقط؛ عداك عن بقيّة المستشفيات الأخرى في العاصمة عمّان وبقيّة المحافظات؛ الحكوميّة منها والخاصّة والعسكريّة..!
هذه الأعداد المهولة بالنسبة والتناسب لعدد السكان أمرٌ فيه أجراس من الخطر وأن صحتنا في نظرة سريعة وخاطفة ليست بخير على كل المحاور وأننا منفتحون على كل الأمراض بلا استثناء بلا وقايات ولا شحط بريكات في التحالف مع أعداء الجسد والروح وبالتالي العقل الذي باسمه وصلنا إلى ما وصلنا إليه..!
أيّها السادة نريد مراجعة شاملة لكل ذرّات حياتنا من أجل الذين يولدون الآن؛ أمّا الذين ولدوا قبل سنة فقد فات الفوت..!
ما أوسع المرض وما أضيق العلاج..!