من المؤسف جدا ان يوميات المواطن قد إكتظت بصور الخداع والتدليس التي تستهدف جيبه وممتلكاته ، وكان يمكن لنا ان نتحمل تدليسا يصيبنا من شخص تعاملنا بالصدفة معه ، لكن ان يأتيك التدليس من شركة خدمات منظمة فهذا لعمري أمر محبط ويدفعك العيش بسوء النية في الناس .
وفي مقالتنا هذه سنعرض لقرائنا الأعزاء آخر صورة من صور التدليس التي تعرضت لها انا شخصيا كاتب هذه السطور خلال الشهرين الماضيين ليكون عامنا الماضي منتهيا بالتدليس وعامنا الجديد مبتدءا به .
قبل أيام تعرضت للتدليس والخداع من قبل فريق شركة خدمات يوحي إسمها بالنقاء والأداء النظيف وهي بعيدة كل البعد عن النقاء و المصداقية والمهنية والأمانة .
مكالمة من فتاة لطيفة : استاذ انتوا ركبتوا من عنا بويلر
قلت : آه انتو شركة كوينزل
الفتاة : نعم ..وأكملت .. شركتنا تقوم بصيانة البويلرات مجانا .. سيمر عليكم المهندس لفعل ذلك .
قلت : وما جعلكم تتذكرون اجهزتكم بعد ثلاثين عاما
الفتاة : إهء ( ضحكة مبهمة المعنى )
قلت : اهلا وسهلا
بعد قليل يرن جرس هاتفي وصوت شبابي هادئ في الطرف الآخر : أستاذ انا المهندس( ل .س )
وستكتشفون لاحقا بانه يخفي خلف هدوئه سفاحا في إستغلال المواطن ، حيث حضر لمعاينة جهاز بويلر التدفئة وتزيين امر صيانته واعادته لحالته عند التركيب ..واحسب ..احسب .. احسب كلفة الصيانة ( 260 دينارا اردنيا ) .
هذا الشاب جاهز بكل عدته فهو يحمل جهاز دفع البطاقات الالكتروني … وبسرعة البرق يوقعنا عقدا ركيكا لا تستطيع ان تقرأ كلمة واحدة من طلاسمه و يلتقط بطاقة الدفع الألكتروني ويخصم المبلغ لصالح شركته ويغادر مسرعا فرحا وربما يحدث نفسه قائلا لقد ( استغفلتهم ) .
وطوال الليل شعرت بأنني خدعت وما ان طلع الصباح حاولت جاهدا وبإتصالات نشطة ان إستعجل فريق الصيانة الذي حضر لمنزلي في آخر ساعات مساء ذلك اليوم عند الساعة الخامسة .
لم يمضي فريق الصيانة وقتا طويلا عندي ، ولم تستغرق عملية الصيانة التي يشرف عليها الفني ” م.م ” وقتا طويلا حتى ان هذا الفني الضعيف فنيا أعطب حارقة البويلر ولخبط كيان معايرتها ثم اخذها معه لينقذ نفسه بالإستعانة بفنيين آخرين يخرجونه من المطب الذي أوقعنا وأوقع نفسه فيه .
بصراحة “لعب الفار في عبي ” وبحثت عن الشركة في جوجل لاجد ان لديهم عرضا بصيانة البويلرات بنفس المكونات التي نفذوها في منزلي وب 15 دينار اردني فقط لا غير .
نشطت في محاولة الإتصال بإدارة الشركة واللقاء بمديرها ( م. ش ) وبدأت لعبة التهرب والتملص ورفض إرشادي لعنوان الشركة حتى اتظلم لدى إدارتها حتى قررت ان ابحث عن عنوانها المحدد في منطقة الجاردنز وبالحي والشارع ، فلم اجد لها أي وجود بل ان سكرتيرة الشركة التي وعدت مرارا ان ترسل لي موقع الشركة على خدمة الواتساب دون ان تبر بوعدها ، أفادتني وربما خطئا او تتويها لي بان مقر الشركة في شارع الجامعة .
وامام إصراري ومعرفتهم لشخصيتي وطبيعة عملي تكرم احد مسؤولي الشركة بإنتزاع هاتف السكرتيرة كما شعرت بذلك للإجابة على مكالماتي المتكررة وإبتزازي بتخفيض المبلغ المطلوب مني من 260 دينار اردني إلى 95 دينار اردني .. بل انهم خصموا مبلغ 100 دينار منها و اعادوا لي الكترونيا مبلغ 160 دينارا بعد متابعة حثيثة وإلحاح على الأمر مني .
لقد كان إلحاحي بقدر إيماني بحقي وحتى لا نعطي الفرصة لمثل هؤلاء بإبتزاز الناس …والحق اقول بأنني قلت لنفسي عند مفاوضتهم على إستعادة حقي … اقبل يا ولد بما يردوه لك مرحليا ثم طالب بإستعادة حقك كامله … من النهر إلى البحر … بالقانون وبكل الطرق المتاحة لك ، حيث اعتقد بان الفني كلفني ثمن عبثه بالحارقة التي كانت شغالة دون وجه حق ،ناهيك عن المبالغة في تقدير بدل خدماتهم وإنتحالهم هوية شركة صناعية أوقفت خدماتها في السوق الأردني وهي شركة الصناعات المعدنية ” كوينزل ” التي تعود لعائلة جردانة الكرام .
وعليه فإنني اتسائل :
هل نتعامل مع بعضنا البعض بسوء النية وعين الشك ؟!
وكيف ستسقيم حياتنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض والحالة هذه ؟!
كيف يمكن لنا ان نحمي مجتمعنا ومواطنينا من جشع وطمع وعسف وظلم الذين يفترضون بان الناس كلهم مليونيرات وان مالهم مباح لهم ولجشعهم ؟!
أعتقد بان تدخلا ما تثقيفي وقانوني وأمني يجب ان يوقف مثل هؤلاء عند حدهم