أثناء صراع في بداية القرن العشرين :
وقف الرجلُ الهُمام ؛ بعد أن أمسك بالحزام ..وقال : يا ناس حرام ..!! عيب عليكم تأكلون الطعام و الفقراء في صحوٍ وليسوا في منام ..!! كلوا و اشربوا و صهللوا و عربدوا ومارسوا المسخرة..حين يأوي الفقير إلى أحلامه المكسرة ..كي تشعروا حينها بالمفخرة ..وتستلذوا بالحياة المنكرة ..!
يا ناس ..يا من ركضتم وراء المبعرة ..ونسيتم الدعاء و المغفرة ..و تنافختم بالفراغ وادعيتم بأنكم عنترة ..و تقاسمتم العار بالشبشب و الكندرة ..: أما تشعرون بأنكم تمشون طريقًا ليس به بوصلة ..و أنكم تخرجون من مقتلةٍ إلى مقتلة..و أن أبناءكم و شيوخكم و نساءكم سقطوا في الأرض الموحلة ..وصاروا عبيدًا لكل القوافل ولم يختاروا من بينها قافلة ..؟! وإنكم لضائعون وسط الجنون وليس من بينكم ابنٌ لعاقلة..؟!.
يا ناس يا ناس ..يا ابناء الأقفال و الترباس ..يا من تشلختم على كل ثغرةٍ بدون لباس ..وأقمتم فرحكم وسط العزاء بلا انتكاس ..ورفعتم راية الخوف وسط الصمود وداسكم من داس ..وقلتم تعزّون أنفسكم : لا باس لا باس ..أما من طريقة تخرجكم من الانحباس ..تعيد اليكم الشموخ و رفع الراس ..؟!
لملموا أشياءكم ..خذوا ما استطعتم للرحيل ..اجمعوها في لمشوار الذلّ الطويل ..مهما استبدّ بكم الوهم ستبقون أقزامًا لأنكم لا تتقنون سوى العويل ..! الدرب النقيّة ليس لشواربكم التي دفنتموها وسط المناسف و الملوخية و الكبسة و البابا غنوج ..لأنّ أحلامكم لا تموج ..جاءها القتل و السيف المطعوج ..فأشعل فيها حرائقها ورماها رمادًا للعلوج ..وكل الذي تفعلونه اليوم ممجوج ممجوج ..!
يا ناس ..عودًا على بدء..اطلبوا الرضا و المغفرة ..و اقيموا حاجزًا للذل كي تبنوا المفخرة ..و اقتلوا العار بالكندرة ..و علّموا الدنيا كيف تكون المقدرة ..إن لم تفعلوا ..تضع ريحكم و تضيعوا بعدها و تصيرحياتكم دندرة في دندرة في دندرة..!
كامل النصيرات