كما الملايين المتعطشة للفرح تابعتُ فوز المنتخب المغربي على اسبانيا.. وكما الملايين أيضًا لم أحبس دموعي.. وكما الملايين أيضًا وأيضًا تساءلتُ: لِمَ كل هذا الفرح؟ لماذا فرحنا كان بهوس وجنون؟ هل فقط لأنها كرة القدم؟ لا ليس هذا السبب الوحيد. هل لأن اسبانيا جزء من الأندلس التي طردنا منها وذبحنا فيها ذبح النعاج وأكثر ومحاكم تفتيشها ما زالت تلطخ وجه تاريخهم.. لا لا فليس هذا وحسب..! إذن لماذا كل هذا الفرح؟؟.
بعد تفكير عميق وشرب كميات مهولة من السجائر الرديئة وفناجين القهوة المنبهة للحالة الطارئة للفرح توصّلت إلى أمرين جليلين: الأول هو العطش الحقيقي للفرح ولو كان عن طريق كرة القدم انتصارًا.. والثاني أن هناك وجدانًا عربيًّا موحَّدا في تلك اللحظة.. نعم وحدة عربية شاء من شاء وأبى من أبى.. وهذا الفرح والوحدة صنعهما “ليدر” بالخطة اسمه “وليد الركراكي”..!
عرف الركراكي كيف يدافع أمام الخصوم.. عرف يهجم عليهم.. عرف كيف يصمد أمامهم.. عرف كيف يدير كل الوقت ولم يسمح بأي غزو أو اختراق وعندما يحدثا يعرف كيف يردهما على أعقابهما.. والأهم أن الركراكي آمن بقدرات “شعبه الفريق” فأخرج منه وأدار وتصدّى فانتصر..!
نحن بحاجة إلى عقلية الركراكي في الاقتصاد والسياسة والثقافة.. نحتاج لمن يؤمن بنا وبقدراتنا.. بحاجة لم يطفئ ظمأ الأيتام الذين لا موائد لهم سوى موائد اللئام..!
مبروك للمغرب ولنا.. والقادم أجمل.
كامل النصيرات