بقلم شادي عيسى الرزوق
ماجيستير إدارة الاعمال والتسويق الدولي
تابعت احدى البرامج الاقتصاديه في احدى القنوات الانجليزية ، فكان لهم سؤالا هاما للجمهور ، لماذا لا تأتي للأردن ؟ والاجابة واحده ، بسبب الغلاء . انا لا أنكر كأي شخص يعيش في عمان بأنها تتميز بغلاء الأسعار والمواطن الاردني لا ينفي الامر لانه ملموس ومتزايد حاليا . ولسنا بحاجة الى شهادات خارجيه عن الامر فالتضخم اي الارتفاع المفرط في الأسعار جلي وواضح وانا حقيقة لا الوم احدا . فالرواتب اكانت للعاملين في القطاعات المختلفة ، العام والخاص لا تصلح للعام ٢٠٢٢ بل لأعوام الثمانينات ، وانا أقول ان أدنى راتب يجب ان لا يقل عن ٥٠٠ دينار لا كما هو الان في الكثير من المؤسسات الحكوميه وإلخاصه . فالغالبية تلجأ لسد حاجاتها الأساسيه والاجتماعية كما يعرفها سلم الحاجات ماسلو الى الاقتراض من البنوك والمؤسسات الماليه . وفي الواقع الفرد الذي يقترض هو مديون ولكن بطريقتنا الاردنيه ( ما في اردني ليس مديون ) ولكن يحاول. هذا الشخص بشتى الطرق ان يأخذ الدين وعبئه بطريقه غير عقلانيه ولا مدروسه فلا يوازن بين الدخل والمصروفات فالبعض يشعر بالنشوه عندما يصل عبء الدين لديه خمسون بالمئه وهو لا يعلم بانه في يوم من الايام سيُصبِح متضرر ومضطر لجدولة قرضه وزيادة اسعار الفوائد كل ٣ شهور. والحمد لله لدينا في الوطن سياسات تسويقيه لدى مؤسسات الاقراض والبنوك ما يتيح للفرد ان يقول اعطونا المزيد .
ولكن كما ان هناك أناس مديونون في بلدنا هناك أناس مرفهون ايضا ياكلون الخبز المحمص ويشترون الأشياء التي اظنها من صيدليات لا اعرفها شخصيا ورواتبهم ما شاءالله بالاف الدنانير ويقولون عمان رخيصه . فأنا اقترح ان يكون هناك دراسه لمعدلات الزياده في الأسعار والتضخمات وعلاوات غلاء معيشه حتى لا تتبخر الطبقة الوسطى . وان ما اريد ان أزيده ايضا ان لا ننسى ان هناك عناصر كثيرة أدت الى ان تكون عمان عاليه وغاليه الاثمان وهي الارتفاع الذي شهدناه في أسعار المحروقات الأعوام الماضيه الذي ليس للحكومه دخل فيه ولكن للاسف لا تجد الحكومة بدائل جديه بالاستفاده من العلاقات التي بناها سيد البلاد الملك عبدالله ابن الحسين المفدى ، مع الدول العربيه كالعراق والسعوديه للحصول علي اسعار تفضيليه للنفط اولا للتخفيض من هذه الفاتوره العاليه. وايضاً الضرائب العاليه وخاصة المبيعات التي أصبحت شريك مضارب للكثير من المشاريع المنتجة وكما الجشع والطمع عند التجار واصحاب المحال الذين لا رادع لهم والذين يسعون الى الكسب السريع ولا ننسى أنفسنا وكيف اننا نرغب بملاحقة الموضات في المولات والمحالات التجارية الكبرى لهذا كله صارت عمان من اغلى المدن. فما الحل إذن ، المقاطعة والممانعة وقد كانت مفيدة جدا وأتذكر احدى الحالات الظريفة والطريفه معا في أعوام خلت ارتفع سعر القهوة في الاردن بشكل رهيب قام العديد من الناس بمقاطعتها ومنع شراءها للبيوت حتى اجبر التجار الى أعاده السعر كما كان عليه وزاد الطلب على الشاي كثيرا . ولا انسى ايضا ضغط الشارع وهو متمثل الان مع اصحاب النقليات بالاضراب اكان الشاحنات او حتى التكاسي واصحاب التطبيقات الذكيه وهو إجراءات صحيه، وذكيه، ويدل على وعي المواطن الاردني وتفهمه ايضا بكل روح عاليه.
اما الجيل الجديد في بلدي والذي يستهوي المولات والماركات فأقول له المنتج الوطني لندعمه كل الدعم ومقاطع الأجنبي ، فالبدلات الاردنيه والألبسة اثبتت انها منافسه للماركة الأجنبيه . اما السياحه الاردنيه التي تان والحمد لله وفنادق الاربعه والخمسة نجوم التي في كثير من الأحيان لا تصل الى ان تحقق التكلفة التشغيلية فيها وخاصه فنادق البتراء والعقبة ونحن نمر في افضل عهودنا بالامن والاستقرار فلا بد من الحديث عنها كثيرا في خصوصيه ! فالمقاطعة والممانعة تثبت جداره اذا استطعنا ان نحققها بصدق ، اما بخصوص فاتوره النفط فهناك حل جميل لو اتبعه الشارع سيكون مجدي وهو الأرقام الفردية والزوجية للسيارات وخاصه اننا نشهد كل صباح أزمات خانقه وضجيج عال اولا تعاون اسري وعائلي بالذهاب في ايام معينه بسيارات زوجيه مع زميلي في العمل والعكس صحيح. نعم هناك أفكار فردية بسيطه تجعلنا نخفض الأسعار كافراد ولكم القرار ايها الاخوة؟