تستفزني في مباريات كأس العالم عبارة “خرج بشرف”؛ يعني أن الفريق لعب مبارة وسجل هدفًا أو فاز ولم يتأهل لأن لديه خسارات سابقة..! ولا تقال عبارات الشرف والمجد والسؤدد إلّا للفرق التي لا أمل في تأهلها .. بل لأكون دقيقًا: العبارات لا تقال إلّا للمنتخبات التي تخصّنا والتي نشجعها ونلهث خلفها ونشهق مع كل ركلة لها لكرة..!
لماذا لم يقل لأحد عن ألمانيا “خرجت بشرف ” مع أنها تعادلت وفازت ولعبت في مباراتها الأخيرة لعبًا جميلًا.. أين الشرف في خروجها..؟! ولماذا استقبلت صحافتها المنتخب بعبارة “منتخب الأقزام”.. ؟!
الشرف هوس عربي.. تغطية على كل هزيمة.. عدم مواجهة شفّافة مع واقع الأشياء..! خسرنا حروبنا ولكن بشرف.. نجوع ونعرى ولكن بشرف.. منتهَكون وملعون أبو عرضنا ولكن بشرف..! يضربوننا على ًام رأسنا وأُم قفانا كل لحظة ولكن بشرف..!
يا هذا الشرف المزيّف الذي ندّعيه ونُلبِسه كل هزيمة لنا كي لا نقرأ التاريخ جيدًا.. كي لا تحقد علينا الجغرافيا.. فالأرض تعلم أن الشرف هو الفوز والشرف هو العلوّ الكبير.. وأين نحن من العلو الصغير كي نظفر بالكبير..؟!
الذي خرج خرج .. والشرف يستدعي أن تعلم لماذا خرجت وتعمل على ألّا تخرج ثانية.. فالشرف ليس كلمة تقال فقط.. وملعون أي شرف فيه مليون غصّة ودموع حزينة بلا توقّف..!!