يقف العالم منذ يومين على “ركبة ونص” وينشغل في رأس اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو؛ وللدقة أكثر ينشغل في شعر رأسه، وللدقة أكثر وأكثر ينشغل العالم في شعرتين أو ثلاث شعرات من هذا الرأس الأسطوري..!
وبعيدًا عن الجدل العالمي وتأثيره على الأجيال القادمة وهل لمست الكرة الشعر “أبو جِل” أم لم تلمس.. وهل قرار “الفيفا” صحيح أم لا..؟! فإنني هنا أعلن عن تنمّري الكامل تجاه هذا الرأس وبالذات الشعرة الواقفة في مقدمته وكانت شاهدًا على ما حدث..!
ينشغل العالم في لمس كرة لرأس.. ولا ينشغلون في لمس بضع لقيمات في بطون ملايين الفقراء (الذين ينشغلون أيضًا برأس رونالدو أكثر من انشغالهم بلمس اللقيمات لبطونهم)..!
هذا العالم معمول له سحر عظيم.. بل معمول له “عمل ماكن”؛ حجاب على أيدي الجن والعفاريت و الشياطين.. وإلّا كيف لرأس وكرة أن تشغل العالم عمّا يحدث في العالم..!! تتكلم عن فلسطين؛ جملتان ويتم تسكير الموضوع ويُفتح موضوع رأس كريستيانو.. تتكلّم عن حروب ودمار؛ يزيحك رأس رونالدو ويبطح كل مواضيعك أرضًا.. حتى إذا أردت أن تتكلّم حقوق الإنسان وجدتَ أن الانسان هو كريستيانو فقط وبالذات رأسه وشعراته الثلاث ذات الهدف الجدلي..!
ليت رأسي هناك.. تحت كل الكاميرات في المونديال.. كي أضع رجلي في أُم العالم الذي لا يرى إلّا ما يريد أن يراه فقط ويغمض عينيه عن كل ملامحنا الواضحة وما حلّ بها..!
حل مقترح منّي حتى لا تتكرّر حالة شعرات رأس رونالدو.. يجب أن يدخل كل اللاعبين للملعب صلعان على الصفر تمامًا؛ وهكذا نعرف إذا أصابت الكرة رأس لاعب أن مكان الضربة “بقّع” وتركت أثرًا على صلعته.. وتصبح البُقعة دليلًا قاطعًا من “حمّ الضربة”..!