هلا نيوز الاخباريه
د. أحمد الهباهبة
وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والتوتر المتزايد في المنطقة، عُقدت القمة العربية الطارئة لبحث التصعيد العسكري والأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع. ورغم الضغوط الدولية المتزايدة، لا تزال إسرائيل ماضية في عملياتها العسكرية، بينما تتصاعد المخاوف من امتداد الأزمة إلى دول الجوار، وخاصة مصر، التي برزت كمحور رئيسي في الوساطة والمواقف الميدانية.
بيان ختامي تقليدي.. والتحدي في التنفيذ
جاء البيان الختامي للقمة مؤكدًا على مطالب تقليدية، أبرزها:
• الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
• إيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل.
• رفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين قسريًا.
• محاسبة إسرائيل دوليًا على انتهاكاتها.
لكن، كما في القمم السابقة، يبقى التحدي الأكبر هو التنفيذ الفعلي، إذ أنه بدون آليات واضحة وإرادة سياسية قوية، قد تبقى هذه القرارات مجرد بيانات دبلوماسية لا تغير من الواقع شيئًا، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في فرض رؤيتها بالقوة.
مخاوف إسرائيلية من التحركات المصرية
على الجانب الإسرائيلي، لم تكن تداعيات القمة وحدها مصدر القلق، بل امتدت المخاوف لتشمل التحركات المصرية في سيناء. إلى جانب تقارير إعلامية إسرائيلية، رُصد انتشار مكثف لقوات ومدرعات مصرية في مناطق مختلفة، وسط تدريبات عسكرية مكثفة، وهو ما اعتبره محللون إسرائيليون “تحضيرًا لمواجهة عسكرية محتملة”.
إسرائيل.. قلق متزايد من القاهرة
في هذا السياق، كتب يوسي أحيمئير، أحد أبرز الكتاب الإسرائيليين، مقالًا أشار فيه إلى أن إسرائيل قد تواجه “مفاجأة جديدة من مصر”، مستحضرًا ذكرى حرب أكتوبر 1973، حيث خدعت مصر الجيش الإسرائيلي بعبور مفاجئ لقناة السويس. كما رأى أن التحركات المصرية في سيناء تمثل “تجاوزًا خطيرًا لاتفاق السلام”، مشددًا على ضرورة مراقبة القاهرة عن كثب.
العلاقات المصرية-الإسرائيلية.. إلى أين؟
عند قراءة هذه التصريحات، يتضح حالة الارتباك داخل الدوائر الإسرائيلية، خاصة مع تصاعد دور مصر في التوسط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وهذا يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين القاهرة وتل أبيب في ظل هذا التوتر المتزايد.