فايز شبيكات الدعجه
تصعيد خطير طرأ على مشكلة المخدرات، وتحولت المكافحة الى مواجهة مسلحة مباشرة بعد اصابة ضابطين باسلحة التجار والمروجين في حادثين منفصلين خلال اسبوع واحد، ما يعني الولوج في مرحلة مفصلية تستدعي اجراء تغيير جذري في نظام المكافحة للمحافظة على سلامة رجال الامن العام وارواحهم اثناء القيام بواجبهم المقدس.
مديرية الامن العام قالت ان ضابطا اصيب من إدارة مكافحة المخدرات خلال مداهمة لقوة أمنية لإلقاء القبض على “تاجري مخدرات” في لواء الرمثا، وأن “تاجري المخدرات قاما بإطلاق عيارات نارية مباشرة باتجاه القوة التي طبقت قواعد الاشتباك، ما نجم عنه إصابة أحد ضباط إدارة مكافحة المخدرات بعيارات نارية، أسعف على إثرها وما زال قيد العلاج”.
وقبل ذلك بأيام قلائل أعلنت المديرية عن إصابة احد ضباط ادارة مكافحة المخدرات بإطلاق نار اثناء عملية أمنية لمداهمة تجار ومهربي المخدرات، في البادية الشمالية، حيث اسعف الضابط للمستشفى وحالته قيد العلاج .
واكدت المديرية انه وفور وصول القوة الأمنية ومداهمة مكان تواجدهم تعرضوا لإطلاق عيارات نارية مباشرة من قبلهم باتجاه القوة.
المناطق التي وقع فيهما الحادثان مناطق مخدرات مثالية، ونقاط مهمة لتوزيع المادة لكافة انحاء المملكة بسبب محاذاتها للجانب السوري الذي يعتبر البوابة الرئيسية لاستخدام عصابات التهريب، وهي اهداف رئيسية لموجة المداهمات الامنية النشطه الجارية حاليا لإعاقة عمل المروجين، وساحة لحرب واضحة ارتفعت فيها خطورة المجرمين بهذا الحضور اللافت للسلاح، واطلاقهم النار على ضباط الشرطة في مواجهة غير مسبوقة في تاريخ المكافحة الطويل.
في الوضع المستجد لم يعد اسلوب المكافحة الحالي مجديا، ولن ننتظر مزيدا الخسائر في صفوف رجال الامن.
المزيد من الاصابات يعني فشل في الاستعدادات واختلال اسس المواجهة ، ومن المتوقع وتبعا لهذا التطور ان يطرأ تغيير جذري على استراتيجية المكافحة والعمليات الميدانية يتناسب مع حجم الخطر الداهم، وتقديم دعم غير محدود( كما ونوعا) يضمن سلامة رجال الامن العام، ويعزز امكانيات الغلبة والاستمرار في خوض غمار المعركة بذات الهمة والحماس والاندفاع، بعيدا عن المخاوف والتردد ومظاهر الارتخاء والتقهقر والفتور، ونحن بانتظار الاعلان عن التعزيزات المنتظرة كما اعلن الجيش عن تغيير قواعد الاشتباك في مواجهة المهربين على الحدود الشمالية وذلك لتطمئن قلوبنا وارهاب المجرمين ودفعهم لالقاء سلاحهم، ولا بد ان مدير الامن العام اللواء عبيدالله المعايطة قد القى بكل ما بين يدية ما ان سمع بالاصابات واعتكف في صومعة القيادة لاعداد العدة لحماية ضباطة مستقبلا.