في ذكرى مرور أسبوعين على رحيل الأخ
معالي محمد فارس الطراونه / أبو جاسم في ذمة الله
نبأ أدمى قلبي وأبكي عيني
رحيل الأخ والصديق الوفي وصاحب المواقف الخالدة
الرجل الذي أحببت معالي محمد فارس الطراونه
رحمه الله وأسكن روحه الجنة
اتصلت عصر الخميس ٢٧ / تشرين١ / ٢٠٢٢م
مع زميل عزيز من الكرك العزيزة ومن طيبتها
الأخ فارس عبدالله البطوش حفظه الله
وقد أطلت الحديث معه ومن خلال ذلك تم ذكر
أشخاص و رجالات وقد فاجأني بذكر
محمد فارس الطراونه مترحماً عليه
( قال يرحمه الله) قلت متأكد من الخبر أخي فارس
قال : نعم… متى مات يا رجل؟
ما عندي علم لم اسمع قال : قبل أكثر من أسبوع
الاسبوع الماضي ، قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون
والله ما عندي خبر.. هذا الإنسان الطيب تربطني به
علاقة وصداقة قوية منذ ربع قرن وانا متواصل
معه بالزيارة في مكتب المحاماة في جبل الحسين
وحاكيته على الهاتف الخلوي قبل أشهر قليلة..
وقد بدأت علاقتي مع هذا الإخ الفاضل
والرجل الجليل صاحب الرأي والموقف
طيب القلب جميل المحتدي بشاش الوجه
رائع الكلمات طيّب السريرة حديثه يفرح القلب
منمق يردُّك إلى عهد الرجال الرجال
وكنت كلما سمعت منه أحاديثه وهو يتكلم
أسرحُ في معاني الكلام الجميل بطريقته التي يتخيَّر
بأجمل العبارات التي تطرب لسماعه الاذن
هو رجل من صنف آخر من الرجال
وهو ابن أسرة شيوخ نَعم شيوخ في الكرم
والمنطق والمواقف من عشيرة كبيرة
لها مواقف وتاريخ مشرق الطراونه أنعم وأكرم
ومن بلدة ام حماط مضارب الرجولة والكرم
تلقى مضاربها وانت متجه من الخط الصحراوي
باتجاه المزار الجنوبي تهب نسائمها العذية برائحة
الهيل والقهوة التي تعطّر انفاسك عندما تمر من الكرك
الأبية توئمة الشوبك اللتان ما افترقا بتاريخهما المشرق
واحداثهما المترابطة كترابط ثورة الكرك والشوبك
يوم ظلم حكام الدولة العثمانية بعد عبدالحميد الثاني
من جمعية الاتحاد والترقي عهد اتاتورك
وأتباعه المارقين الذين انقلبوا على سلاطين
الفلاح والصلاح من بني عثمان ودولتهم
التي حفظت بلاد العرب اكثر من ٤٠٠ عام
نعود إلى فقيد الرجال وانيس المجالس
صاحب الرأي والموقف ابو جاسم محمد فارس الطراونه
رحمه الله فقد عرفت فيه السجايا الطيبة
والأخلاق الجميلة طوال ربع قرن من الزمن
كنت أسعدعند زيارته وهو المحامي الشهير
والنائب الشجاع والوزير الحريص على حقوق الشعب
والمنتمي لتراب الوطن فما خانه ولا خان ربعه
في مواقفه لأجل دنيا وبهارجها يوم تنفّع المتنفعون
من مناصبهم عندما استلموا المسؤولية
أخي أبو جاسم يرحمك الله فقد فجعت قلبي
برحيلك المفاجئ ولا اعترض على حكم الله
الموت الذي سيأخذنا جميعاً ولكن لم اواصلك
آخر ايامك ولم اعلم بمرضك فمن حقك أن تزار خلاله
ولا علمت كذلك بوفاتك ليتني علمت وودعتك
يوم تشييع جثمانك الطاهر إلى ثري ام حماط/ الكرك
وانا الذي لا اغيب عند توديع الرجال الرجال امثالك
كانت جنازنك كبيرة انا لم احضر ولكن اعلم مكانتك
في قلوب الرجال الذين عاشوا مواقفك المشرّفة
وانت نائباً ووزير دولة مطلع التسعينات من القرن المنصرم
وداعاً يا أيها الرجل الذي ما ودَّعناه
وكنت تلاقيني على باب مكتب المحاماة يوم آتيك
في جبل الحسين وتلقاني بوجهك البشاش
وقلبك الطيب وبعد أن اجلس عندك ما أشاء من
الوقت الجميل تشيعني إلى خارج المكتب
كيف انساك يا فخر الرجال الي جنات الخلد
أخي أبا جاسم العزيز رحمك الله. الله أن العبارات
تلوذ بالصمت في ساعة حزن بلغني فيها رحيلك
اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج
والبرد ولقنه حجته واستر غربته وآمن روعته
وأسكن روحه الطاهرة في جنات النعيم
في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود
وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوة ولا ممنوعة
وفرش مرفوعة يا رب العالمين.
أحر التعازي لأهلي أسرته ولاخواني إخوته
ولابناء عمومته وآل الطراونه الطيبين
ولعشائر الكرك الأبية ولابناء الأردن والعروبة
في فقيد الوطن والعروبة صاحب المبدأ والموقف
معالي محمد فارس الطراونه
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه القصيدة
في رثاء الأخ الحبيب محمد فارس الطراونه رحمه الله
بمرور اسبوعين على وفاته ورحيلة عن الدنيا
{ بكت عيني وحقَّ لها البكاءُ }
بَكَتْ عَيني وَحَـقَّ لها البُكـاءُ
عـلى رَجُــلٍ يُجـلِّلُـهُ الــوَفـــاءُ
على رَجُلٍ الرِّجالِ بكى فُؤادي
جَميلُ الخُـلـقِ مَعْدَنُهُ الصَّفــاءُ
جَــليلُ القَـدر.ِ من قـَومٍ كِـرامٍ
طــــراونـــةٍ أُنــاسٍ أصـْـفِـياءِ
صَديقُ الرُّوحِ من زَمٓـنِ تلــيدً
لــهُ نـفــسٌ يُـجـمِّـلُها الإبـــــاءُ
كـريمُ الخُلـقِ ضْحّاكُ المُحـيـّا
نظـيـفُ الصَّـدرِ زيـّٓنـهُ الحَـياءُ
عُــروبـيٌّ جـَـــوادٌ مـن رجــالـٍ
كبــيرُ الـقـَـدرِ جَمَْـلــهُ إنـتـمـاءُ
إذا جـالستـهُ يـلـقــاك بـحـــراً
وذو عِـلــمٍ يُحَلٰيهِ الــنـَقـاءُ
وَيـُسَِـمِـعُـكَ المَـعـاني بانتقـاءٍ
كـأنَّ حـديـثـهُ للصَّـحبِ مــاءُ
ويُسمعـك المـعــاني بانـتــقـاء
كـأنّ حــديـثـه للصحــب مــاءُ
فتسمعُ من وَسيعِ الصَّدرِ قَولاً
يَســرُّكَ قــلــبـهُ نـِعْــمَ الـوَعــاءُ
ويَصدحُ في سَماءِ الصِّدقِ دوماً
إذا عَـنـهُ كـِـبارَ الـقـٓــومِ نـــاؤُوا
أبا جاسـم فَقَــدتُ أخــاً عـزيـزاً
ودنــيا العـَـيشِ سيمَـتُها الفَـناءُ
إلــٰـهي قَـدْ أتـــاكَ وأنــتَ تــَـدري
بِهِ يـا ربّ أنــتَ لــنـا رَجــــــاءُ
بِبابِكَ واقــفٌ فأغــفـِر إلــٰـهــي
لــهُ مِــنِّي الــتَرَحُّــم والـــدُّعـاءُ
فَجُدْ يا خَالِقي وأعْتِقْ صٍَديقــاً
أَتـيــتُـكَ خَالــقي وَلـَنـا رَجــــاءَ
بِـأَنْ تُسْكِنْ جَميلَ الرُّوحِ خُـلــداًِ
وفـِـردوسـاً بِـها طــابَ اللـِّـقــاءُ
الخميس : ٢٧ تشرين١ ٢٠٢٢م شعر : جبريل علي الهباهبه
اللهم إغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله
ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من
الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واجعل
قبره روضة من رياض الجنة واسكنه جنات النعيم
في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء
مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوة ولا ممنوعة وفرش
مرفوعة ووالدينا واموات المسلمين يا رب العالمين