د. أحمد الهباهبه
يُعتبر الأردن نموذجًا فريدًا في التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، حيث يتعاون أبناء الوطن الواحد في بناء مجتمع متماسك يقوم على الاحترام المتبادل والتآخي. هذا التعايش ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج تاريخ طويل من التعاون والتفاهم بين مكونات المجتمع الأردني.
حيثُ يتمتع المسيحيون في الأردن بحقوق دينية وسياسية كاملة، ويشاركون بفعالية في مختلف جوانب الحياة العامة. يُقدّر عدد المسيحيين بحوالي 4% من السكان، ولهم تمثيل في البرلمان ومؤسسات الدولة. هذا الانسجام يعكس روح المحبة والتآخي التي تسود بين المسلمين والمسيحيين في المملكة.
ومع اقتراب الأعياد المجيدة، يتبادل المسلمون والمسيحيون التهاني والتبريكات، ويشاركون في الاحتفالات والفعاليات الاجتماعية. تُقام الولائم المشتركة، وتُزيّن الشوارع والمنازل، مما يعكس وحدة النسيج الاجتماعي. هذا التلاحم يتجلى في المناسبات الدينية والوطنية، حيث يشارك الجميع في إحياء التراث الثقافي والديني.
وتلعب القيادة الهاشمية دورًا محوريًا في تعزيز قيم التسامح والتعايش. يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على تقديم التهاني للطوائف المسيحية في الأعياد، ويؤكد دائمًا على أهمية الوحدة الوطنية. هذا النهج يُعزّز من مكانة الأردن كمنارة للتآخي الديني في المنطقة.
كما تسهم العديد من المؤسسات في تعزيز قيم التعايش، مثل المركز الأردني لبحوث التعايش الديني، الذي يهدف إلى دحض المخاوف وتعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين. كما تُقام العديد من الفعاليات المشتركة التي تُعزّز من التفاهم والاحترام المتبادل.
وبمناسبة الأعياد المجيدة، نتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك لإخواننا المسيحيين في الأردن والعالم. نسأل الله أن يعيد هذه المناسبات على الجميع بالخير والبركة، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان، وأن يظل الأردن نموذجًا يُحتذى به في التعايش والوحدة الوطنية.
ويظل الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي، مثالًا يُحتذى به في التعايش السلمي بين الأديان. هذا التآخي يُعزّز من قوة المجتمع، ويُسهم في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. نسأل الله أن يحفظ الأردن وشعبه، وأن يديم علينا نعمة المحبة والوئام.