فايز شبيكات الدعجه
قرر الاتحاد الاردني لكرة القدم نقل مباراة الوحدات والفيصلي الى ستاد الحسن في اربد ضمن دوري المحترفين، والذي جاء بعد دراسة تقارير امنية كما قيل، وبرر الاتحاد النقل بسببين هما، الشغب والخروج عن القانون الذي حدث في المباراة السابقة، اضافة الى بث مشاعر التعصب والكراهية والمساس بالنسيج الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي.
تبرير غير مقنع لسببين.
الاول، ان القرار امني في حقيقة الامر وصنع في المطابخ الامنية لاتلافي تكرار الشغب، وتم تقديمة للاتحاد بصيغة تقرير والذي بدوره لم يكن امامه خيار سوى تنفيذه بلا تردد، وهو ما يؤكد ان الشغب المرافق الذي حصل في المباراة السابقة كان نتيجة لحالة عدم الاستعدادات الامنية الكافية التي ظهرت بوضوح في المباراة، وهذه ثغرة يمكن تلافيها في الاستعدادات القادمة بالمزيد من تعزيزات الدرك، واستخدام الاساليب والادوات الامنية الكثيرة لضبط تجاوزات الهتاف المسيء، وتحديد هوية مرتكبيه وملاحقتهم مثلما تم بعد المباراة السابقة حيث احيل العديد منهم الى القضاء لعقابهم.
ثانيا، ان نقل المباراة الى اربد لن يمنع بث مشاعر التعصب والكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي طالما ان دوافع واسباب الكراهية ستبقى قائمة، لكنها راكدة او مخبأة ، وكرة القدم مجرد وسيلة توفر اجواء غوغائية لتحريك ركودها وابرازها الى حيز الوجود.
ليس في الازمة غموض ولا لغز، وهي اولا واخيرا ليست ازمة كرة قدم بأي حال. الازمة اعمق واكثر خطرا من ذلك بكثير، ويجب المباشرة بدراسة جذورها ووضع الحلول المناسبه لها، ولا داعي للاستمرار بدفن الرؤوس بالتراب.
نحن بصراحة (نعرفها ونحرفها) كما قال المثل، ولا نعترف بالواقع، وعلينا الان وضع النقاط على الحروف لقراءة المشهد بعمق، فإنكار الازمات وتجاهلها لا يزيدها الا صلابة وتصاعدا وتعقيدا.
الفيصلي والوحدات يثيران قضية بالغة الاهمية، وهي اننا لسنا جادين في مواجهة هذا التحدي الذي يعترضنا، وما يجري في الملاعب شاهد على ذلك، والمباريات اصبحت ستار يخفي مؤامرة تدبر ضدنا.. فمتى ننتبه الى حقيقة ما يراد بنا؟.