د. طه الحراحشة
> (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون: 18).
إن أزمة شح المياه وتراجع منسوب الآبار والسدود ليست مجرد تحدٍ بيئي أو اقتصادي، بل هي تهديد وجودي يتطلب مواجهة شاملة ترتكز على الحكمة والجدية ،، المياه ليست مجرد مورد طبيعي؛ إنها عصب الحياة وأساس بقاء الإنسان والحضارة ،،
انعكاسات أزمة المياه على القطاعات المختلفة
مع تزايد التحديات، تتأثر القطاعات الحيوية بشك مباشر :- الزراعة ان انخفاض المياه الموسمية يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي، ما يهدد الأمن الغذائي ويرفع أسعار المحاصيل بشكل غير مسبوق ،،
الصناعة: تواجه الصناعات التي تعتمد على المياه كمصدر رئيسي تحديات تشغيلية قد تؤدي إلى توقفها أو تقليص إنتاجها ،،
تربية الثروة الحيوانية نقص المياه ينعكس سلبا على هذا القطاع، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم والألبان,,
الإجراءات المطلوبة: رؤية استراتيجية لإدارة الأزمة وهذا عمل الحكومة اولا ً ،،
وفي ظل التحديات الحالية، لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة وجدية لضمان الحفاظ على الأمن المائي ،،
قوانين صارمة لمحاربة هدر المياه والاعتداءات
إصدار تشريعات مشددة تمنع الاستخدام العشوائي للمياه ،،
فرض عقوبات مغلظة على كل من يتسبب في هدر المياه، سواء من الأفراد أو المؤسسات ،،
تنظيم استخدام المياه في الزراعة، بحيث لا يسمح بزراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، خصوصا في المناطق التي تعاني من شح في الامطار الموسمية ،،
ضبط التوزيع وتقليل الأدوار
تقصير أدوار توزيع المياه على المزارع العشوائية لتكون لساعات محدودة، مما يضمن عدالة التوزيع ويحد من الاستهلاك غير المبرر ، ويكون للافراد فقط ،،
مراقبة دقيقة للأنظمة الزراعية لضمان عدم تجاوز الكميات المخصصة ،،
تعزيز التعاون الإقليمي والدولي
العمل على إبرام اتفاقيات دولية مع الدول المجاورة للاستفادة من مصادر المياه المشتركة ،،
التوسع في جلب المنافع من المشاريع الإقليمية، مثل مشاريع تحلية المياه والنقل ،،
تحلية مياه البحر
الاستثمار في مشاريع تحلية مياه البحر رغم تكلفتها العالية واشراك مستثمرين استراتجين ،،
دعم الأبحاث والابتكارات لتطوير تقنيات تحلية أكثر كفاءة وأقل تكلفة ،،
محاربة الفساد في قطاع المياه
فتح ملفات الفساد في إدارة الموارد المائية، وتحويل كل مسؤول ثبت تورطه إلى المحاكم,,
فرض عقوبات رادعة تصل إلى السجن لضمان أن يكون القطاع خاليا من التلاعب أو الإهمال,,
دعاء واستسقاء
أمام هذا الجفاف الذي يهدد كل أوجه الحياة، لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء: “اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر البلاد وارزقه من بركات السماء وخيرات الأرض ،،
ان المستقبل يبدأ الآن
إن مواجهة أزمة المياه وتتطلب منا العمل ككتلة واحدة، حكومة وشعبا، بخطط مدروسة وقوانين صارمة وإرادة جماعية ،، ولا مكان للتهاون أو الإهمال، فالماء هو الحياة، وضياعه يعني زوال مقومات العيش ،، هذه المرحلة تحتاج إلى قرارات شجاعة، واستثمار في المستقبل مهما كان الثمن، فبقاء الوطن وأمنه أولوية لا تقبل المساومة بعيدا عن المتشدقين وفئران السفينة ،