د. أحمد الهباهبه
في صباح اليوم، ومع شروق الشمس الذي يبعث ألوانه الدافئة على الطرقات برغم من وجود بعض النسمات الباردة خاصة ونحن في بداية فصل الشتاء، بدأت يومي في رحلة إلى العمل، كالمعتاد. لكن اليوم كان مختلفًا بعض الشيء، فقد اكتشفت أثناء القيادة بعض الظواهر السلبية التي تزداد بشكل ملحوظ على الطرقات.
كنت أقود سيارتي بهدوء، متأملاً في منظر الصباح الجميل. فجأة، لفت انتباهي سيارة في المسار المجاور لي، حيث كان سائقها يشغل الهاتف المحمول. ليس فقط كان يتحدث على الهاتف، بل كان يرسل رسائل نصية أيضًا، دون أن يلتفت للطرق أو للمركبات الأخرى من حوله. صدمني هذا المشهد، خاصة أنه كان يقود بسرعة غير معتادة.
استمررت في القيادة بحذر، وفي اللحظة التي توقفت فيها عند الإشارة الضوئية، شاهدت ظاهرة أخرى. كانت سائقة السيارة التي أمامي تضع مستحضرات التجميل أثناء القيادة، وكأنها في صالون تجميل، لا تأبه بخطورة الموقف. كانت تضع أحمر الشفاه والماسكارا بينما تتابع قيادة السيارة وكأن لا شيء غير عادي يحدث.
ولكن الظاهرة الأكثر إزعاجًا كانت قيادة بعض السائقين بسرعة متهورة، فقد كان هناك من يقفز بين المسارات، يغير الاتجاهات بشكل مفاجئ دون مراعاة لسلامة الآخرين أو إشارات المرور. كان الازدحام مرهقًا، حيث تأخرت الإشارة، وامتلأت الشوارع بالسيارات التي تنطلق بشكل غير منظم، مما جعل الوصول إلى العمل أمرًا يتطلب وقتًا أطول من المعتاد.
بالطبع، لم تخلو القيادة من لحظات القلق والانزعاج بسبب هذه التصرفات. على الرغم من الهدوء الذي يبدأ به يومي عادة، إلا أن هذه الظواهر السلبية جعلتني أستشعر أهمية تعزيز ثقافة القيادة المسؤولة. القيادة ليست مجرد وسيلة للوصول إلى الوجهة، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب التركيز والاهتمام.
إن ما رأيته في ذلك الصباح يذكرني بأننا بحاجة إلى التوعية بمخاطر هذه العادات السيئة التي قد تكون سببًا رئيسيًا للحوادث على الطرقات. أمل أن يتحلى الجميع بالمسؤولية والانتباه أثناء القيادة، لنحافظ جميعًا على سلامتنا وسلامة الآخرين.