د. احمد الهباهبه
في نظر الكثيرين، يُعتبر يحيى السنوار قائد “حماس” الذي ذاع صيته بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، حيث كان العقل المدبر لأكبر عملية تعرضت لها إسرائيل في تاريخها الحديث. وقد جعلت من قتله أحد أبرز أهدافها، في مطاردة استمرت لأكثر من عام.
لكن الغالبية لا تعلم أن السنوار يمتلك وجهًا آخر بعيدًا عن الحرب والسياسة؛ فهو كاتب له عدد من المؤلفات الأدبية. ومع إعلان مقتل السنوار قبل ساعات، أصبح الكثيرون يبحثون عن تفاصيل حياته المثيرة، خاصة كتابه “الشوك والقرنفل” الذي ألفه خلال فترة سجنه، وهو من بين الكتب الأكثر رواجًا في محركات البحث.
الكتاب الشهير
يحمل كتاب السنوار عنوان “الشوك والقرنفل”، وهو من أشهر مؤلفاته التي ألفها أثناء فترة سجنه، حيث أظهر من خلاله موهبة أدبية ملحوظة وفقًا للعديد من النقاد.
خلال فترة سجنه، ألف السنوار خمسة كتب، ثلاثة منها كانت إنتاجًا خاصًا به، من أبرزها “حماس: التجربة والخطأ” ورواية “الشوك والقرنفل”، وكتاب “أشرف البعلوجي” الذي يتحدث عن منفذ أول عملية للجناح العسكري لـ”حماس”.
بالإضافة إلى ذلك، قام السنوار بترجمة كتابين من العبرية إلى العربية، وهما كتاب لرئيس جهاز الشاباك الأسبق يعقوب بيري بعنوان “القادم لقتلك.. بادر واقتله”، وكتاب خليفته كرمي غيلون “الشاباك بين الانقسامات”.
سيرة ذاتية في الأدب
“الشوك والقرنفل” هو عبارة عن سيرة ذاتية تستند حبكتها إلى ذكريات السنوار، حيث تمزج بين الحقيقة والخيال. تنقل الرواية تفاصيل حياة عائلة من مخيم الشاطئ في غزة، عايشت على مدى 35 عامًا الأحداث الدامية بدءًا من حرب الأيام الستة وصولًا إلى الانتفاضة الأولى.
رغم أن السنوار استهل روايته بالقول: “هذه ليست قصتي الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، رغم أن كل أحداثها حقيقية”، إلا أن النقاد يؤكدون أن الكتاب يعكس جزءًا من روحه وحياته، كما يتنبأ بمصيره بعد السجن.
قضى السنوار 23 عامًا في سجن بئر السبع، وأُفرج عنه في عام 2004، ليعود بعد ذلك إلى “حماس” ويصبح واحدًا من أبرز قادتها.