د.أحمد الهباهبه
تُعد الحرب في غزة والأحداث الجارية في لبنان من القضايا الأكثر حساسية وتأثيرًا في المنطقة، وقد كان الإعلام العربي في مقدمة الجهود لنقل هذه الأحداث إلى الجمهور. يعكس تناول وسائل الإعلام العربية لهذه الأزمات طبيعة الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى تأثير هذه الأزمات على الهوية الوطنية والقومية.
مع تزايد دور الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الإعلام التقليدي، مثل الصحف والتلفزيون، مضطرًا للتكيف مع هذه التغيرات. فقد أضحت منصات مثل فيسبوك وتويتر مصدرًا رئيسيًا للمعلومات، حيث يتم تداول الأخبار في الوقت الحقيقي، مما يضع على عاتق الإعلام التقليدي مسؤولية التحقق من المعلومات وتقديم تغطيات موضوعية.
تقوم العديد من وسائل الإعلام العربية بنقل أخبار الحرب في غزة والأحداث في لبنان بأسلوب يعتمد على التغطية الحية، مما يساعد على إطلاع الجمهور على آخر المستجدات. ومع ذلك، قد تتعرض هذه التغطيات إلى انتقادات بسبب الانحياز أو افتقارها للموضوعية.
يتسم الخطاب الإعلامي العربي بالتنوع، حيث يتراوح بين التأييد للقضية الفلسطينية والدعوة إلى الوحدة العربية، وبين الانتقادات التي تطال بعض الأنظمة العربية بسبب تعاملها مع هذه الأزمات. يتمحور الكثير من المحتوى الإعلامي حول التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني ودعوات الدعم والمساندة.
فيما يتعلق بالأحداث في لبنان، يتم تناول الوضع الأمني والاقتصادي بقلق كبير، حيث تؤثر هذه الأحداث على الاستقرار في المنطقة. تغطي وسائل الإعلام العربية التظاهرات الشعبية والأزمات الاقتصادية، مما يعكس القلق العام إزاء مستقبل لبنان.
ويواجه الإعلام العربي تحديات عديدة في تغطيته للأحداث في غزة ولبنان، منها الضغوط السياسية والرقابة الحكومية. قد تؤثر هذه الضغوط على حرية التعبير وموضوعية التقارير، مما يؤدي إلى تباين في مستوى التغطية بين وسائل الإعلام المختلفة.
علاوة على ذلك، تواجه وسائل الإعلام العربية تحديات تتعلق بالمصداقية. مع انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، يجب على الصحفيين والمحررين التحقق من المعلومات قبل نشرها، وهو ما يتطلب مهارات عالية في البحث والتحليل.
ويمكن للإعلام العربي أن يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام حول الحرب في غزة والأحداث في لبنان. من خلال تغطيته لهذه الأزمات، يمكن للإعلام أن يؤثر في مشاعر التضامن والدعم أو العكس. ولذلك، فإن استجابة وسائل الإعلام لهذه الأحداث يمكن أن تعكس توجهات المجتمع العربي وتوجهات الحكومات.
تظهر دراسات متعددة أن الإعلام يمكن أن يكون أداة فعالة لزيادة الوعي حول القضايا الإنسانية والمآسي الناجمة عن الصراعات، مما يدفع بالمجتمع الدولي للتحرك.
في الختام، يُعد التعامل الإعلامي العربي مع الحرب في غزة والأحداث في لبنان تجسيدًا للصراعات السياسية والاجتماعية في المنطقة. بينما يسعى الإعلام إلى تقديم تقارير شاملة، يجب أن يتناول هذه القضايا بحذر وموضوعية لضمان نقل الحقيقة وتحقيق تأثير إيجابي. يتعين على الصحفيين والمحررين أن يتخذوا من الدقة والموضوعية أساسًا في عملهم، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجههم.