د. احمد الهباهبه
في ظل الظروف الراهنة في لبنان، تواجه المخيمات الفلسطينية أوضاعًا إنسانية متدهورة تتطلب اهتمامًا عاجلاً. تزامنًا مع تصاعد التوترات في المنطقة والحرب المستمرة على غزة، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة.
تعتبر مخيمات مثل عين الحلوة، الأكبر في لبنان، بؤرًا للتوترات السياسية والمسلحة. بعد موجة من الاشتباكات في سبتمبر 2024، عاد بعض السكان إلى المخيم، لكن العديد منهم فقدوا منازلهم أو يخشون من تجدد العنف. تضررت المدارس التي تديرها الأونروا بشكل كبير، مما أثر على 11,000 طفل فلسطيني، حيث أصبحت بعض المدارس مناطق صراع، مما أدى إلى تأجيل بدء الدراسة
اقتصاديًا، يواجه اللاجئون الفلسطينيون نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية. وفقًا لتقارير، فإن الفلسطينيين في لبنان غير مؤهلين للحصول على الخدمات الصحية الحكومية، مما يضعهم تحت رحمة المنظمات الدولية مثل الأونروا. ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، يجد العديد من اللاجئين صعوبة في تغطية نفقات الرعاية الصحية، مما يدفعهم إلى تجنبها
تعاني المخيمات أيضًا من تفشي الأمراض النفسية بين الأطفال نتيجة العنف والتهجير المستمر. هناك زيادة ملحوظة في السلوك العدواني بين الأطفال، فضلاً عن مشاكل نفسية أخرى، مما يستدعي تدخلاً من المنظمات الإنسانية لتحسين ظروفهم النفسية والتعليمية
تشير التوقعات إلى أن الأوضاع ستستمر في التدهور ما لم يتم توفير الدعم الكافي لللاجئين، حيث يحتاج مكتب الأونروا في لبنان إلى حوالي 15.5 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، وقد جمعوا حتى الآن حوالي 3.5 مليون دولار فقط
تتطلب هذه الأوضاع تعاطيًا دوليًا فعالاً ومساعدة من المنظمات الإنسانية للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة تتفاقم يومًا بعد يوم.