هلا نيوز-كامل النصيرات
لا زلتُ أذكر حكاية “أبو فهيم” والخبز البايت..:
أبو فهيم رجل يدّعي أنه يفهم في كلّ شيء.. ويعيش الحياة على وفق هواه.. ولكن تعاطيه مع الخبز كانت مثار دهشتي وأسئلتي للآن.. كنت ذات يوم في بيته فقال لزوجته : جيبي الخبز تاع امبارح.. استغربتُ.. قلتُ له: لكنك اشتريتَ للتو خبزًا طازجًا.. قال لي: أخلّص البيّات بالأول ومن ثمّ انتقل للطازج لأستمتع بالحياة.. ! زادت دهشتي عندما علمتُ منه ثاني يوم بأن الخبز البايت لم يتم الاجهاز عليه كلّه وبالتالي أصبح الطازج الذي بالأمس “خبز بيّات” هذا اليوم..! فقلت له بالتأكيد لن تشتري خبزًا اليوم.. وستأكل خبز الأمس.. ضحك وقال: بالطبع لا.. سأشتري خبزًا طازجًا اليوم.. وبالتأكيد سنقضي على الخبز البايت قبل المغرب..وبعدها أستمتع بطازج اليوم لأستمتع بالحياة..!
وقضى أبو فهيم غالبية سنوات عمره يأكل الخبز البيّات وهو يملك الطازج لأن الأولوية للبيات والطازج للاستمتاع بالحياة..! وهو يؤكد لي كل مرة أنه يكره الخبز البيّات.. حسبة غريبة عجيبة لدى أبو فهيم هذا..! قرار الطازج بيده.. قرار الاستمتاع بيده.. قرار الإحساس بالنشوة بيده.. لكنه قضّى العمر وهو يريد أن يقضي على البيّات الذي بيّته بيده..!!
ولا زلتُ أذكر ضحكته المجلجلة حين قال لي بعد احتجاجي الكبير عليه: يا زلمة هو مش بايت برّة.. بايت عندي بالدار..!
سامعين يا ًاصحاب العقول البايتة والتي ترفض استخدام الأفكار الطازجة إلاّ بعد أن تنتهي كل الأفكار البايتة.. ؟! ارحمونا يرعاكم الله.
&&&&