أنهت مديرية الامن العام للتو إتمام عملية تحديث نوعية كبرى توجت بدمج الدفاع المدني والدرك بالامن العام، تجانس الخليط تجانسا تاما، ونجحت تطبيقاته الميدانية بامتياز، وبلغت ذروتها في حرب المخدرات الدائرة حاليا والتي لم تحسم نتيجتها بصفة نهائية لغاية الان.
وعلى ذلك يكون مدير الامن العام اللواء عبيدالله المعايطه قد تسلم مؤسسة وطنية نظيفة على طبق من ذهب، خلت من الترهلات والامراض المؤسسية المنتشرة.
عملية دمج امني مكتملة نفذت على نحو استراتيجي دقيق كما اراد جلالة القائد الاعلى واستحقت الشكر والثناء من لدن جلالته، ولم ترصد خلالها اية ملحوظات سلبية على الاداء ومستوى الخدمة الامنية.
اكتمال البناء الامني على هذا المستوى الحضاري المتين وضع القيادة تحت المجهر الوطني الكبير لاستكمال المسيرة المباركة، ونحن على ثقة بأن الباشا يعي حجم المسؤولية، ويدرك جيدا نظام الجلوس على كرسي القيادة، والقدرة على الاستدارة ليرى كل الزوايا ولا ينظر باتجاه واحد، ولا نشك بقدرته على الرصد والرؤية الامنية الواضحة في اجتياز المنحنيات شديد الانحدار التي تعصف بالمجتمع جراء الوضع العالمي والاقليمي الهش، وتقلباته المفاجأة وتداعياتها المانعه للطمأنينة والاستقرار، وعلى رأسها المخدرات والعنف والتي اصبحت تصل الينا سريعا وبحاجة الى معالجة فورية طارئة تستدعي البقاء على اهبة الاستعداد.
بأستثناء العنف المجتمعي والمخدرات استقرت الاحوال الامنية واختفت كثير من الجرائم المقلقة او هبطت مستوياتها الى حدودها الدنيا، وهدأت السجون، وتكاد تنتهي تجاوزات رجال الامن وانتهاكات حقوق الانسان.
لا اتوقع ان تطرأ تغييرات حادة على الحالة العامة المحصنة للامن، ولن تتحول المرحلة القادمة الى ساحة للانقلابات الهيكلية والوظيفيه في قمم الجهاز ، وسيستمر النهج على ذات الوتيرة والاندفاع لتوفير المزيد من السكينه للاردنيين . وستتواصل حرب المخدرات التي تشكل عنوان المرحلة الجنائية الحالية لدفع المادة القاتلة الى ما وراء الحدود.