هلا نيوز/ عمان
كأني مصاب بكسل في الذاكرة.. صُدمت بالأمس عندما فتحتُ صندوق سيارتي بوجود بكسة بندورة وبكسة بطاطا لهما عشرة أيّام نسيتُ انزالهما للبيت أو حتّى تكليف أحد الأبناء بإنزالهما.. وكنتُ قبلها قد ذهبتُ لبيت أبوي ونسيتُ أخذ موبايلي معي..! وقصص صغيرة تشبه هذه القصص..
تصوروا معي إنني نسيتُ أشياء أعظم من ذلك:
– أحاول أن أتذكّر متى قشّرتُ أوّل موزة في حياتي وأفشل؟.
– متى لبستُ أوّل (بوط مش بلاستك) وأفشل في التذكّر؟
– حتى الجرابات؛ متى لبستها أوّل مرّة؟ يااااه؛ ما هذا؟
– أوّل (كَتلة) من أبوي.. لا أتذكر..
– أوّل ليرة مسكتها في حياتي.. لا أعلم.
– أوّل مرّة دخلت مطعم حتى لو مطعم فلافل.. ها أنا أفشل.
– أوّل طوشة عملتها في الشارع.. نووووو ذاكرة.
– أوّل فنجان قهوة.. أوّل منسف.. أول تصفيق لي .. أوّل نفاق لي.. أوّل نفاق عليّ.. أوّل طردي من مكتب مسؤول.. أوّل مسكة إيد في حياتي.. أوّل خوف لي من شرطي.. أوّل سرقة لي من باقي أغراض السوق.. أوّل مكالمة في تلفون أرضي أو موبايل.. أوّل سيجارة دخنتها في حياتي وهل كانت سيجارة سيجارة وإلّا عود ملوخيّة.. أوّل وأوّل وأوّل وأوّل.. كل أوائلي هذه وغيرها من آلاف الأوائل ضاعت سدى على مجزرة الأيّام..!
الأعظم من هذا كلّه.. وأنا أسترجع أوائلي.. وأنا في غمرة أكل (الهوا) .. أحاول أن أتذكّر متى أكلتُ أوّل هوا في حياتي ولا أتذكّر.. مع أن حياتي لا تستقيم إلّا بأكشن الخوازيق..!
&&&&
كامل النصيرات
المقال اليوم المنشور في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))