الرفاعي والكلام في السرّ والعلن
&&&&
مرّتين، خلال الأشهر المنصرمة تحاورتُ مع سمير الرفاعي (رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس مجلس الأعيان الحالي والأهم رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية)، حوارًا منفردًا ومغلقًا لا يقطع علينا أحد. كنتُ المتذمّر والناقد وأحيانًا المتشائم من كلّ ما يجري. خصوصًا في الجلسة الأولى التي كان لديّ فيها كلام كثير واستغلال لجلسة قد لا تتكرّر. استغربتُ ودهشت على موافقة الرجل لي في كثير ممّا ذهبتُ إليه؛ بل كان يزيد عليه.
اعتقدتُ أن الرجل يجاملني ويريد أن يظهر لي وجهًا غير الذي انطبع في ذاكرتي خلال سنوات طوال؛ خصوصًا أنني قلتُ فيه ما لم يقله مالك في الخمر أيّام كان رئيسًا للوزراء.
وحين تمّ الإعلان عن محاضرته الأسبوع الماضي في النادي الأرثوذكسي تحت عنوان: خيارات الأردن حيال التحديات الراهنة. صممتُ على الحضور وخرجتُ قبل موعد المحاضرة بساعة ولكني لم أصل منتصف الطريق المزدحم حتى عدتُ أدراجي لأن الوقت مضى وأنا في غمرة الزحام.
بعثتُ إليه أطلب المحاضرة فأرسل رابطها لي.. أريد أن أتأكد: هل من تقاطعات بين ما قاله لي في الجلستين المغلقتين أم أنه “أيّ كلام يا عبد السلام”.. سررتُ بدهشة أن الرجل وبعبارات واضحة عبّر عن امتعاضه من تنفيذ مخرجات اللجنة خصوصًا المتعلقة بشأن الأحزاب البعيدة عن البرامجية وما زالت شخصيّة تتجمع حول أفراد. ولكنه متفائل أكثر منّي وهذا حقّه لأنه لا يستطيع أن يكون غير واثق مثلي لحساسية مكانته. لكنّ الرسائل المبطنة والرسائل الواضحة وصلت إلى النخب ومفادها: ما هكذا تورد الإبل أو ما هكذا يطبّق الإصلاح.
كثيرون انتقدوا تطبيق النخب لمخرجات اللجنة التي تحولت لقوانين؛ ولكن أهم انتقاد عندما يصدر عن رئيس اللجنة نفسها.. لذا؛ أرى أن يقوم دولة سمير الرفاعي بتشكيل حزب – وأعلم أن هذا الموضوع طرح عليه كثيرًا- وأن يطبق قواعد الاشتباك الشعبي عليه ومن خلال ما سمعت منه فإنه قادر على ذلك لأنه يمتلك رؤية متكاملة حتى تكون المخرجات على المحكّ الحقيقي وحيّز التنفيذ.
سيعتقد بعض المتربّصين بي وبه إنني أُطبّل وأزمّر للرجل أو أمسح جوخًا.. والحقيقة كل الحقيقة أنني لو أجيد التطبيل والتزمير لكنتُ أعظم راقص سياسي في الأردن. أمّا الجوخ فإنني أسمع عنه ولا أراه؛ دلّوني عليه ولكن علّموني قبلها كيف يكون المسح الصحيح ..!
&&&&
كامل النصيرات
المقال اليوم المنشور في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))